دقت جهات منتخبة بولاية سطيف ناقوس الخطر جراء ما وصفته هدرا للمال العام، و تسيبا واضحا في الصيانة والحفاظ على العتاد المتواجد في حظائر عديد البلديات، لاسيما المعزولة والبعيدة عن أعين الرقابة. في زيارة قادتنا إلى بعض البلديات وقفنا على صور كارثية للخراب الذي طال المركبات التي التهمت مبالغ مالية ضخمة من الخزينة العمومية، لتبقى مركونة في زوايا الحظائر دون فائدة، وغالبا ما يبدو العجز جليا في أوقات الأزمات والتدخلات الخاصة بالهدم وشق الطرقات بجرافات وشاحنات معطلة صرفت فيها الملايير. وكشفت الأزمة المناخية الأخيرة مدى العجز المسجل في البلديات الشمالية للولاية، حيث اضطرت للاستنجاد بجرافات بعض المقاولين من ذوي البر والإحسان وكذا من مديرية الأشغال العمومية لفتح الطرقات و إزالة القمامات. والغريب في الأمر أن بعض البلديات تحوز عتادا جديدا لكنه مصاب بالشلل بسبب اللامبالاة والإهمال. على سبيل المثال في بلدية تالة إيفاسن وقفنا على وضعية مزرية للعتاد من شاحنات لرفع القمامات، حافلات وحتى السيارات بمختلف الأنواع و الأحجام، فهناك لم تصمد حتى الشاحنات المعروفة بالقوة والتحمل على غرار ”سوناكوم” رغم أنها جديدة، الأمر الذي يترجم درجة الإهمال الفظيع. وقد أسرّ لنا بعض السائقين أن السبب راجع بالدرجة الأولى إلى ممارسات رؤساء الحظائر بسياساتهم التعسفية في توزيع المهام بين العمال، ما يولد حالات التذّمر وسط العمال، وحينما يغيب الضمير المهني يلجأ العمال إلى الانتقام بتعمّد تخريب العتاد مما يسمح لهم باللجوء إلى الراحة وتطليق همّ السياقة و لو لأيام، لأن أمر صيانة المركبة يتطلب وقتا طويلا، هذه الصور وأخرى للعبث بأملاك الدولة قاسم مشترك بين حظائر بلديات الولاية، لاسيما المعزولة والبعيدة عن أعين الرقابة، حيث يطالب بعض المنتخبين بضرورة الإسراع في إيفاد لجان تحقيق لتقصي وضعية العتاد بهذه حظائر وفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات. من جهتهم يؤكد المسؤولون المباشرون على هذه الحظائر أن السبب يعود بالدرجة الأولى إلى انعدام وسائل الصيانة، على غرار الأغطية التي تحمي العتاد من مختلف التغيرات الجوية كالحرارة أو الأمطار، إذ يتم ركن هذه الوسائل في الخلاء بشكل فوضوي، ناهيك عن بعض الأعطاب التي تقابلها ندرة في قطع الغيار وغيرها من المشاكل الخارجة عن نطاقهم، على حد تعبيرهم. وقد حاولنا معرفة موقف مسؤولي بعض البلديات، وفي مقدمتهم منتخبي بلدية تالة إيفاسن، إلا أننا وقفنا على تهرب الكثير من مسؤولياتهم رافضين التصريح في غياب رئيس المجلس الشعبي البلدي.