إصابة 15 تلميذا بجروح واعتقال أزيد من 20 آخرين في مواجهات بين الثانويين والأمن ببجاية ضاع أسبوع آخر من مقرر التلاميذ المقلبين على البكالوريا بعد أن تواصلت الخميس احتجاجاتهم عبر مختلف ولايات الوطن، في ظل رفضهم استدراك الأسابيع التي ضيعتها إضرابات النقابات المستقلة، وتمسكهم بتحديد العتبة التي اعتبروها كشرط لوقف إضراباتهم، داعين الوزير عبد اللطيف إلى الإعلان عن تسويتها من أجل العودة إلى الأقسام، ووقف احتجاجات الشارع التي حدثت فيها انزلاقات في بعض الولايات. وتحت مقولة ”يكفينا سكوت الرئيس ما تزيدش أنت يا وزير التربية ساكت وقلبك بارد”، واصل الخميس تلاميذ الثانوي والمقبلين خاصة على الامتحان النهائي احتجاجاتهم، حيث حاولوا مجددا الوصول بالعاصمة إلى ملحقة وزارة التربية الوطنية ، مطالبين ب”تحديد عتبة الدروس قبل نهاية شهر أفريل”، ومعبرين من جديد عن استيائهم لعدم تحديد عتبة الدروس من قبل الوزارة الوصية. وأكد التلاميذ أنهم في ”إضراب مفتوح حتى تتم الاستجابة لهذا المطلب”، معتبرين أن تحديد العتبة أمر ”ضروري ومصيري”، وذلك حتى يتسنى لهم التفرغ لمراجعة الدروس المدرجة تحضيرا لامتحانات شهادة الباكالوريا. يأتي هذا في الوقت التي حاولت مجموعة من تلاميذ ثانويات بجاية مجددا ظهر الخميس التعدي على مقري مديرية التربية والولاية عن طريق الرمي بالحجارة قبل أن يتمكن عناصر حفظ الأمن من دفع هذا الهجوم، بعد أن تجمعت مجموعات من الشبان حول مبنى مديرية التربية والولاية المتجاورين، وقامت برمي المقرين بالحجارة مما تطلب تدخل قوات الأمن المكلفة بحماية هاتين المؤسستين لتفريقهم باستعمال الغازات المسيلة للدموع. وقد لجأ المحتجون إلى الشوارع المجاورة وحي ”الناصرية” ومفترق طرق ”سيدي أحمد”، حيث قاموا بنصب حواجز متنوعة، محاولين من حين لآخر العودة إلى شارع الحرية الذي يحتضن مقري مديرية التربية والولاية. وتسببت هذه الحركة الاحتجاجية في عرقلة حركة المرور بوسط المدينة، فيما سارع التجار إلى غلق محلاتهم. وعبر المحتجون عن رفضهم لقرارات وزارة التربية الوطنية بخصوص اقتطاع أيام من عطلة التلاميذ الذين رفضوا التنازل عن عطلتهم، إلى جانب مطالبتهم بتحديد العتبة. وكانت المواجهات قد احتدمت أول أمس بعد الظهيرة بعدما تم إخراج عناصر أمن إضافية لتعزيز تواجدها عبر شوارع مدن بجاية التي زحف إليها غضب التلاميذ، وهم يقاطعون مقاعد الدراسة، ما أسفر حسب مصادر محلية عن إصابة ما لا يقل عن 15 تلميذا بجروح، إلى جانب اعتقال قرابة 20 آخرين تم التحقيق معهم، قبل أن يتم إطلاق سراحهم. وكانت المصالح الوصية قد أطلقت أمس مخططا استعجاليا لاحتواء الوضع ووقف زحف العنف بمدن بجاية. وفي هذا الإطار، تدخل مدير التربية من جديد على أمواج إذاعة بجاية لطمأنة تلاميذ السنة النهائية بشأن الاستجابة لمطالبهم، مؤكدا أن القرارات المتعلقة ببرنامج استدراك الدروس الضائعة ”ستتخذ في إطار تشاوري بين التلاميذ والأساتذة ومدراء المؤسسات التعليمية”. ومن جهته دعا الوالي أولياء التلاميذ للتدخل من أجل وضع حد لأعمال العنف، معتبرا أن هذه الأعمال هي ”من صنع أشخاص لا علاقة لهم بالمنظومة التربوية”، وذكر في هذا الصدد أن ”الشرطة قامت بتوقيف أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات وأشخاص في سن 25 سنة لا علاقة لهم بالإشكال المطروح اليوم”. في المقابل، ثمن التلاميذ الذين دعوا إلى الاحتجاج، في بيان لهم، النتائج التي حققها إضرابهم من خلال استجابة الوزير لمطالب التلاميذ، والتي على رأسها حسب البيان ”الحق في العطلة حيث لا دراسة في العطلة أو السبت”، والاختبارات ابتداء من 16/ 03/ 2014 أي الأسبوع الأخير قبل العطلة، مع الحديث عن الإجراءات المقدمة من قبل وزارة التربية ضد الأساتذة الذين سيقومون بالحشو في الدروس، أي ”السرعة في الإلقاء”، من خلال طردهم، مؤكدين أنه ”لم تبق سوى العتبة التي حلها الوحيد هو بابا أحمد”، وهنا تساءل التلاميذ ”هل من الصعب على وزير التربية إقامة مؤتمر صحفي مدته 15 دقيقة يقنع خلاله التلاميذ بأن لهم عطلة وعتبة”.