لم أستنجد بالمجتمع الدولي للتدخل مثلما فهم البعض من مقالي أمس، وإنما لأشهده على سلامة المتظاهرين، مثلما تشهد السلطة المنظمات الدولية على سلامة الانتخابات ونزاهتها. ولم أوجه ندائي للناتو الذي رفضته في ليبيا وسوريا، فكيف أطلبه للجزائر. أرجو أن تكون الأمور واضحة للقارئ الذي فهم الرسالة خطأ، لكن تبقى مسؤولية سلامة المتظاهرين في عنق الجميع وطنيا ودوليا. فأنا لم أرش صندوق النقد الدولي ولا الحكومات الفرنسية والأمريكية، مثلما يفعل حكامنا للبقاء في السلطة. لأعد إلى لويزة حنون، التي خصصت أمس، كل قوتها ونفخت عروق رقبتها لشتمي على المباشر في ندوة صحفية، السيدة التي كثيرا ما شكرت مواقفها الوطنية. نعم، عرفت لويزة حنون سنة 1980 في بداية السنة وكان لدينا نشاط ثقافي، زارت لويزة بعض صديقاتها وحضرت النشاط وعرفت أنها أنهت دراستها من فترة وكانت تشتغل بمؤسسة “ترافوناف”. لويزة التي كانت زميلة لشقيقتي الكبرى في معهد الحقوق، لم أقل عليها في مقالاتي السابقة إلا الأشياء الإيجابية، التي أعرفها عنها وشهدت بها صديقاتها في حي “الزون” الجامعي، ولم أشأ أن أتكلم في أعراض النساء، لأن النقاش هنا على أمور الحياة الأخرى وليس في الحياة الشخصية. لم أكن لأقول ما قلته على لويزة، لو احترمت حقنا في التظاهر، والتزمت على الأقل الصمت ولم تندد بالصحفيين، الذين دفعوا ثمن الكلمة الحرة بالتضحية بخيرة زملائهم، أما أن تذهب إلى عنابةالمدينة التي تشهد على إيجابيات وسلبيات السيدة وتطعن في شرف الصحفيين، فهذا أمر غير مقبول، ولن نسكت، وما الصراخ والشتائم التي تلفظت بها أمس، في ندوة عقدتها للرد على مجرد مقال إلا دليل على أن “الحقيقة مؤلمة” مثلما يقول المثل الشعبي، لويزة تروتسكية ترتدي السلاسل والخواتم وتسكن الفلل، صحيح أنها تنادي بحقوق العمال ووحدها كانت تدافع عن القطاع العام ضد سياسة أويحيى والخصخصة، لكنها من جهة أخرى تحتمي اليوم بأشخاص نافذين باسم الصداقة وليس القناعات، أويحيى لما كان صاحب المهام القذرة، قام بها من أجل البلاد وليس من أجل الأسياد، مثلما تفعله لويزة اليوم والحكومة. سؤال أنقله على لسان صديق نضال سابق إلى لويزة “لماذا لما كانت الدولة يسيرها رجال حافظوا على كيانها، كنت معارضة لهم، واليوم لما سقطت في يد عصابة تتربص بمستقبلها صرت موالية؟!”. لأعد إلى مظاهرة السبت، لن تكون بها لويزة طبعا فقد اختارت صفها. لكن أشدد سلامة المتظاهرين وحقهم في التظاهر. وسأكون في الصفوف الأولى، وليفعل الخلاطون ما يشاؤون!؟ وللويزة أذكرها بندوة صحفية سنة 1990 في مقرها بالحراش يوم هجرتها الصحافة ولم يحضر سواي من النساء. هل تتذكر الويزة ذلك قبل أن تبيع مواقفها إلى الشيطان.