كشفت مصالح بلدية عنابة، عن تفعيل مخطط حماية مدينة عنابة من الفيضانات، الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2012، وذلك تحسبا للفيضانات. قد رصد للعملية نحو22مليون دينار، بالإضافة إلى استكمال أشغال التهيئة وجهر الوديان ومجاري مياه الأمطار. ومن بين الوديان التي تشكل خطرا على التجمعات السكنية والأحياء، خلال فصل الشتاء، وادي سيبوس، الذي يقطع وسط المدينة، بالإضافة وادي فرشة. وفي هذا السياق، أكدت ذات الجهة، أن عملية جهر هذه الوديان شملت مختلف الأودية التي تعرف مستوى عال في منسوب المياه لكن يبقى المشكل المطروح ،هو انجراف الأتربة من المناطق العلوية المحاذية لأعالي جبال الإيدوغ وسرا يدي، مما يؤدي إلى انسداد البالوعات وامتلاء الوديان بالأتربة وأغصان الأشجار. وفي سياق متصل، كانت مصالح بلدية عنابة قد برمجت نحو 12عملية جديدة متعلقة بجهر الأودية ورفع الأتربة، منتصف الشهر الداخل، والتي تمس المناطق ألمنخفضة وهي لاكولون، بني محافر، وحي 8 مارس، فيما تم مؤخرا تحديد 10أحياء أخرى صنفت في خانة النقاط السوداء، حددتها البلدية، وهي أحياء رفاس زهوان، إليزا والخروبة ووادي فرشة عبر إقليم البلدية، وهي النقاط الأكثر خطورة في ولاية عنابة، وذلك يدخل في إطار مخطط حماية المدينة من ألفيضانات، علما أن عملية رفع الأتربة والأوحال، التي تجمعت جراء تساقط الأمطار الطوفانية الأخيرة، قد انطلقت منذ شهر، حيث سخرت للعملية نحو 20شاحنة رفع للأتربة و12جرافة. ويتابع العملية، لجنة خاصة تضم ممثلين من البلدية ومختلف الفاعلين في القطاعات الأخرى، على غرار مديرية الري والأشغال العمومية والتجهيزات العمومية والأشغال العمومية، كانت قد نصبت في عهد الوالي السابق، عملها محصور في إحصاء النقاط السوداء منها بلدية عنابة وأحياء أخرى تابعة لبلديات سيدي عمار والحجار والبوني، والتي يعاني سكانها من تسربات مياه الأمطار عبر وادي مبعوجة، إلى جانب اهتراء قنوات الصرف الصحي والشبكات الرئيسية الخاصة بتحويل مياه الأمطار إلى البحر. وعلى صعيد آخر، أحصت مصالح بلدية عنابة نحو ست نقاط سوداء تهدد المدينة بخطر الفيضانات، أغلبها متعلق بالتدهور البيئي والمحيط، ناهيك عن التسربات العشوائية للمياه القذرة وركودها أمام البنايات وفي الأماكن العمومية، والناتجة عن إهتراء نسبة 20بالمائة من قنوات الصرف الصحي وشبكات التطهير، إلى جانب هشاشة 900 بالوعة غير صالحة، تعرضت في أغلبها للسرقة والتخريب من طرف عصابات سرقة النحاس.علما أنه تم مؤخرا عقد اجتماع مع شركة المياه والتطهير سياتا، بقاعة الاجتماعات التابعة لمقر الولاية، وذلك لاحتواء مشكل التسربات المائية، التي تشكل هي الأخرى خطرا على مدينة عنابة وتهددها بالفيضانات، وقد بلغت نسبة التسربات في الشتاء الماضي أكثر من 20بالمائة. من جهتها، خصصت مديرية الري هي الأخرى غلاف مالي معتبر، قدره 25 مليار سنتيم، موجها لقطاع إعادة تهيئة قنوات الصرف الصحي القديمة، وكذلك شبكات التطهير ،والتي أدرجت في إطار المخطط الجديد، الخاص بمكافحة الفيضانات، حيث بلغ طول القنوات المبرمجة في الشطر الأول من الانجاز 660 كلم في انتظار الانتهاء من الدراسة الأولية والتي أسندت لمكتب فرنسي، ومن المنتظر الانطلاق الفعلي في تجسيد هذا المشروع التنموي مع مطلع السنة القادمة، وذلك من أجل وضع حد لتسربات المياه القذرة والتي تختلط مع الشبكة الرئيسية للمياه الشرب المحاذية لوادي الذهب. وفي ذات السياق، تم رصد ب5ملايير و500 مليون سنتيم، لتهيئة وادي مبعوجة الذي يقطع ثلاثة بلديات بالولاية، وهي الحجار وسيدي عمار والشرفة، حيث سيتم تطهير وادي مبعوجة من أغصان الأشجار والحشائش الضارة ومختلف النفايات الاستشفائية وحتى الصناعية، التي تفرزها المصانع المجاورة لبلدية سيدي عمار ،إلى جانب الرمي العشوائي للفضلات المنزلية، التي يرميها بعض السكان في هذا الوادي، وهو الأمر الذي ساهم في تعفن المحيط. كما أن تزايد حجم النفايات بالوادي زاد في تسرب مياه الأمطار إلى شبكات الصرف الصحي أين اختلطت هذه الأخيرة بمياه الشرب. وحسب مصالح بلدية سيدي عمار، فإن عملية تهيئة الوادي جارية من أجل قدرة استيعابه على تخزين مياه الأمطار بطريقة عقلانية واستغلالها في الري الزراعي، علما أن وادي مبعوجة يشكل خطرا ويهدد بالفيضان سكان بلديات سيدي عمار والحجار ا بسبب تدفق كميات كبيرة من الوادي إلى منازلهم.