نقلت أمس حركة ”بركات” الرافضة لعهدة رابعة، وقفتها الاحتجاجية إلى شارع الشهداء قرب مقر التلفزيون، للتعبير عن اعتراضها على تحول جهاز رسمي إلى أداة دعائية لخدمة الرئيس المترشح بوتفليقة، بينما التزم نشطاء الحركة ”الصمت” بتكميم أفواههم كدلالة على إقصاء الرأي المخالف مع سبق الإصرار والترصد. واستنفرت الأجهزة الأمنية عناصرها الذين انتشروا بكثافة على طول شارع الشهداء مقابل مقر التلفزيون، قبل التحاق أعضاء حركة ”بركات”، خصوصا وأن الوقفة الرمزية صبيحة أمس، تأتي لأول مرة أمام جهاز رسمي تابع للدولة، ما يؤكد أنها دخلت مرحلة تحول نوعي في التعبير عن مواقفها بتسمية الأسماء بمسمياتها كون مؤسسة التلفزيون ”عامة وليست خاصة”، حسب الشعارات المرفوعة خلال الاحتجاج السلمي لحركة ”بركات” الذي قادته الطبيبة والناشطة أميرة بوراوي، في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، بوضعهم على أفواههم أشرطة لاصقة كتب عليها ”بركات” لمدة تناهز الخمس دقائق، في إشارة إلى خنق الرأي الآخر المنتهج، بالموازاة مع رفعهم لافتات تندد بسياسة التلفزيون مكتوب عليها ”نندد بسياسة تلفزيون يخدم مجموعة معينة”، بينما تساءلت لائحة أخرى عن ”مصير 700 مليار؟” وأخرى عن ”حق المواطن في الإعلام.. لا وصاية للنظام على وسائل الإعلام”، بينما أشارت لافتة تصب في نفس المغزى إلى تحول التلفزة الوطنية إلى أداة مسيسة لصالح رئيس ”مترشح فوق العادة”، وقالت فيها ”تلفزة وطنية ماشي بوتفليقية”. وانتهز أعضاء من منظمة عائلات المفقودين وضحايا الخليفة، الوقفة الاحتجاجية السلمية، للتنديد بضياع أموالهم دون محاسبة المسؤولين، حيث ندد رئيس جمعية ضحايا بنك الخليفة عمر عابد، بعدم تلقيهم أي تعويضات من السلطات، وقال إنه ”لا يعنينا من قريب أو من بعيد عبد المومن خليفة المحتال، وعندما نطالب بحقوقنا يأتون بالأمن لمنعنا من الحديث عن حقوقنا”. وفي الوقت الذي شهدت فيه الوقفة السلمية حضور صور الشهيد بن بولعيد، تواجد رجال الشرطة الذين طوقوا عددا قليلا من أنصار الحركة، مع تسجيل عدم التدخل لمنعهم رغم أن شعاراتها الصاخبة كانت تدوي في الأرجاء معترضة على النظام والتي تنوعت بين التغني بأناشيد ثورية وأخرى تطالب بتغيير النظام، كما طالت صرخات المحتجين رموز السلطة كعمارة بن يونس، وشكيب خليل، وعمار غول، بالإضافة إلى رفع ”اللاءات السبع” وهي ”بركات من الكذب وقمع الحرية ولا للإعلام الموجه وبركات السكات...”. وقد صرحت بوراوي بأن احتجاجاهم أمام ”التلفزيون العمومي جاء للتعبير عن رفضهم لخنق حرية الرأي، ولإصرار المسؤولين على تسخيره لصالح الرئيس المترشح بوتفليقة”.