بتنصيب معالي وزيري الدولة أحمد أويحيى عبد العزيز بلخادم، اكتمل جمع أقطاب قيادة العهدة الرابعة لفخامته، ولأن الشعب جربهم جميعا في مواقع المسؤولية، يفترض توقيفهم حملتهم الإنتخابية، لعرض برنامج المستقبلي مع وعود بعديد المشاريع في مناطق تجمعاتهم الجماهيرية، تلبي كل أحلام قاطنيها، وكأنهم سيأتون للحكم غدا، بديلا لسلطة قائمة قصرت في رعاية مصالح المواطنين، وليسوا في الحكم منذ خمس عشرة سنة قرروا تمديدها لعشرين، والسؤال المطروح من الشعب بأغلبيته اليائسة من كل الطبقة السياسية، والسائرين في ركبها طمعا أو حفاظا على المكاسب. ما مصداقية وعودهم، والسلطة بزيديهم وحدهم طيلة ثلاثة عهدات، والخزينة العامة متخمة؟! أم تراهم نيام في بلهنية عن انشغالات الشعب وأوجاعه، لم يفقهم سوى دخول سنة الانتخابات بضجيج الحالمين بالكراسي، والواهميين بالتغيير مثلي، فانتبهوا لأهميتنا، وضرورة أشباعنا بوجبة وعود وارقام لمنجزات لم تغير من واقعنا شيئا. وفي قناعتي بناء على عدم تسجيل خسارة مرشح السلطة ولو مرة منذ الاستقلال، فالعهدة الرابعة مضمونة لفخامته، ومع تمنياتي بالاستقرار والسلم الاجتماعي، لست متفائلا هذه المرة، خاصة وأن أقطاب العهدة استفزازايون للمشاعر، إضافة لكونهم بحكم التجرية لا يبعثون على الأمل بغد واعد، بدليل واقعنا السيئ الذي عبرت عنه آلاف الإحتجاجات من الذين يتوهمون التغيير عن طريق الضغط، ناهيك عن اليائسين الذين تركوا تغيير واقعهم للقدر. فهذا معالي عمارة بن يونس سب آباء كل المخالفين الذين يمثلون الغالبية الساحقة من المواطنين بناء على أرقام الحكومة بالقول ”ينعل بو اللي مايحبناش” وهؤلاء الآباء الذين لحقهم السب كثيرهم شهداء ومجاهدون ومواطنون شرفاء... إذا كان احترامه لآباء المواطنين المخالفين وهو يطرح نفسه للحكم بهذا الشكل، فما مصيرهم عندما يجدد لهم؟! وهذا دولة الرئيس أحمد أويحيى يفضل فخامة الرئيس بوتفليقة الذي أكن له كل الاحترام في شخصه على (ماسينيسا) لأنه رسم الأمازيغية، وكأنها كل مطلب الشعب، وبعيدا على أنها كانت مطلبا جهويا فإن ترسميها لا يعني شيئا، فالعربية مثلا هي اللغة الرسمية، وتحميها قوانين ردعية، ومع ذلك حالتها بائسة، والإدارة مفرنسه وفخامته يتحدث الفرنسية، لا أحب نعت المقاربة بالتملق كما يرى الكثيرون، ولكنها غير موفقة، لأن ماسنيسا رمز الأجيال باتفاق الجميع، وفخامته له وعليه، بدليل مواكب المناصرين لغيره من المترشحين، والأغلبية المقاطعة لعهداته السابقة، والسيد أويحيى هو من قال عن نفسه: ”أنا صاحب المهمات القذرة” ولهذا لا نعرف ما هي المهمة التي دعي لها هذه المرة؟! وإن كانت تتجاوز جلب المطالبين بترسيم الأمازيغية كمنتهى مطالبهم لمساندة فخامته لأنه أفضل من ماسينيسا؟ وبفتحه هذا الباب للمساس بالرموز الوطنية، وإخراجهم من رتبة الاتفاق عليه لتصنيفهم أقل من هذا أو أفضل من ذاك، سنجد غدا من يفضل زيد أو عمر على الأمير عبد القادرو بن باديس وغيرهم ودولة الرئيس عبد العزيز بلخادم الذي لا يمثل جهة وثقلا شعبيا كون حزبه رفضه لسوء تسييره فيما قالوا وبقية الأحزاب لا تقبله من حيث المبدأ لاختلاف التوجه لو كان مقنعا في نجاعة العمل، لما استغنوا عنه سابقا في السلطة واستغنى عنه حزبه، ومع ذلك جلبته التوازنات الجهوية كما يغره من الغالب ليتجه في الأعم لقومه وعشيرته طالبا دعمهم للعهدة الرابعة التي حجز فيه موقعا مرموقا ينبئ به منصبه الحالي. أما القطب الأهم في التركيبة معالي عبد المالك سلال فيمكن التساؤل عن مقبوليته شعبيا في مجتمعنا العربي المسلم، وقد استهان سابقا بالعربية والإبداع الشعري كونهما ليسا سبيلا للتقدم، وهي نظرة نشاز للمتعارف عليه عالميا، أن أهم أركان التطور الاجتماعي تقدمه فكريا في مجالات الإبداع المتنوعة، وعلى رأسها ما يهذب الذوق والمشاعر كالشعر، بدليل أن الأمة مازالت تحفظ أسماء امرئ القيس الجاهلي وجرير الأموي وأبو الطيب العباسي أكثر مما يحفظون اسم أحمد زويل المعاصر، ويحفظ العالم إسمي شكسبير وفيكتور هوجو أكثر من انشتاين وأديسون، هل تقول أخطأت البشرية عبر أجيالها التقييم وأصاب معاليه وثقافة معاليه الدينية والادبية حولت ديوان شعر، باعتباره (قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الناس) شعرا، فيما حين تعالى نزلا نبيه عن قول الشعر، فإذا بمعاليه يصنف كلام الله شعرا، وعلى قول أحد الغاضبين يومها: هل كان يقرأ في صلاته شعرا؟! وهي أخف التساؤلات التي كانت تتردد في المجالس أسام قولته أواخر عام 2013، أما استهانته بسكان الأوراس الأشم، عشائر الأبطال أمثال مصطفى بن بولعيد والحاج لخضر، وهم تاج رؤوس كل شعبنا ورمز عزتهم، فلا عذر لقائلها مهما كانت ظروف القول، ولهذا يرفع الكثيرون تجاه معاليه بسببها ”أولاش السماح”، وأصبح جميع الجزائريين تقريبا يعتبرون أنفسهم شاوية لأنهم مفخرة. ومن أهم الأقطاب ”حزب الشكارة” الذين يعزز أهميتهم في هذه العهدة الرابعة، تصدرهم لجان المساندة، ومقار الحملة الانتخابية، والمشهد العام عموما، وهم فئة أثرت بسرعة وحديثا، والألسن في سير أغلبهم ”أوطوروت”.. هؤلاء الأقطاب من سيحكمون البلاد والعباد، دون متابعة فيما يذهب الكثيرون لأننا كما يقولون لم نسمع فخامته يتكلم ولا رأيناه يمشي، مع تمنياتنا جميعا برؤيته في موفور الصحة، حتى نطمئن لمحاسبتهم وتقويم مسارهم، وهو التخوف الذي يبرر عدم التفاؤل في الوضع العام بتجديد العهدة، لأن هؤلاء جربناهم، وبعض حالهم ما استطعنا ذكره مما يردده المواطنون، والذي يقع جل نشره تحت طائلة المتابعة.