أمام الجزائر تحدي كبير يجب رفعه في غضون ال 4 سنوات القادمة، حيث يتعين عليها تطهير التراب الوطني من الألغام التي زرعتها فرنسا الاستعمارية إبان احتلالها للجزائر والمقدرة، حسب إحصاءات رسمية، ب 11 مليون لغم أزيل منها 8 ملايين في الفترة الممتدة بين 1963 و1988. إحياء لليوم العالمي للتوعية حول مخاطر الألغام نظمت الجمعية الوطنية لضحايا الألغام ملتقى وطنيا ببسكرة نهاية الأسبوع الفارط، قدمت خلاله عدة مداخلات، إحداها للأستاذ محمد عضيمي، وهو عقيد متقاعد في الجيش الوطني الشعبي، أوضح فيها أن الإشكال الذي يواجه عملية إزالة الألغام يكمن في صعوبة الكشف عن الألغام التقليدية المزروعة من طرف الجماعات الإرهابية، منذ بداية التسعينيات، وكذا عدم العلم بمناطق أخرى زرعتها فرنسا، علاوة على المناطق الحدودية الغربية والشرقية. وحسبه، فإن إزالتها يقتضي اقتناء تقنية جديدة من أمريكا للكشف عن الألغام التقليدية المزروعة من طرف الجماعات الإرهابية.وأكد المتحدث في مستهل مداخلته على رفض فرنسا تسليم الجزائر خرائط الألغام التي زرعتها مباشرة بعد خروجها من الجزائر عام 1962، وهذا مخالف للأعراف الدولية، حسب قوله، مستدلا بأمرية وقّعها الراحل هواري بومدين عام 1974 تؤكد رفض فرنسا تسليم الخرائط للجزائر، ما يدحض تصريحات السفير الفرنسي مؤخرا حين قال بأن الجزائر لم تطلب خرائط الألغام.وأكد العقيد عضيمي صعوبة عملية إزالة الألغام، فهي تقتضي تعاونا فيما بين الدول، على غرار تعاون الإتحاد السوفياتي مع الجزائر، كما أكد المتحدث ذاته قيام فرنسا بزرع الألغام في مناطق مختلفة، بدليل سقوط ضحايا في مختلف الولايات، حيث تحصي الجمعية أزيد من 3500 ضحية من مختلف الفئات ومن الجنسين، ويعد الطفل "جريدي شمس الدين" من بين أصغر الضحايا، حيث يبلغ من العمر 7 سنوات، تاريخ إصابته في 2 أكتوبر 2006 بولاية خنشلة.وبعدما استعرض المجاهد نشاط اللجنة المكلفة بمتابعة بنود اتفاقية أوتاوا وقيام الجيش الجزائري بتفكيك 150 ألف لغم من مخزونها، نعت الخرائط التي سلمتها فرنسا للجزائر في 20 أكتوبر 2007 بغير الجدية وعديمة الفائدة.