رفضت أوكرانيا أمس أسعار الغاز الجديدة المفروضة عليها من قبل روسيا والبالغ حد 500 دولار لكل ألف متر مكعب، مندّدة بما وصفته بالعدوان الإقتصادي الممنهج من طرف موسكو لإجبارها على الرضوخ وتبرير فشل محاولة تدخلها العسكري في كييف، فيما يتواصل إقبال الجنود الأوكرانيين على جوازات السفر للالتحاق بالقوات الروسية. أعلن رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك أمس أن كييف ”لا تقبل” السعر الجديد للغاز الذي فرضته روسيا والذي يصل قرابة 500 دولار لكل ألف متر مكعب، ووصف الوزير التسعيرة الجديدة للغاز بالحرب الاقتصادية التي تعتمدها موسكو، بعد إعلانها زيادة أسعار الغاز الذي تسلمه لأوكرانيا بنسبة 80%، وأكد ياتسينيوك خلال جلسة مجلس الوزراء رفض بلاده لأي ضغط سياسي غير مقبول كما أعلن رفض سعر ال500 دولار، وأضاف المتحدث أن موسكو بعد فشلها في تحقيق تقدم على مستوى التدخل العسكري للاستيلاء على كييف، تحاول اليوم اعتماد سياسية الضغط الإقتصادي للسيطرة على أوكرانيا بطرق أخرى. وكان رئيس شركة الغاز الروسية ”غازبروم” الكسي ميلر أعلن أمس أن أوكرانيا يجب أن تسدّد مبلغ 11.4 مليار دولار العائدة عن خفض أسعار الغاز الذي منح لها خلال السنوات الأربع الماضية، وهو الخفض الذي كان واردا في اتفاق خاركيف الموقع شهر أفريل من عام 2010 ، ومُدّد حتى العام 2014 لاستخدام الأسطول الروسي في البحر الأسود قاعدته في سيباستوبول في القرم، وطالبت روسيا من أوكرانيا تسديد المبلغ بموجب إلغاء الاتفاق، وأوضح ميلر لوسائل إعلام روسية رسمية أن روسيا كانت تدفع للاحتفاظ بأسطولها في أوكرانياكي يمدد هذا الاتفاق أي أن روسيا دفعت مسبقا، وعليه يعتبر مبلغ ال11.4 مليار دولار دين تراكم لدى أوكرانيا لصالح روسيا، حيث أصبح مفروضا على أوكرانيا اليوم دفع 485 دولارا مقابل ألف متر مكعب من الغاز الروسي. على صعيد آخر أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، عن تقدم آلاف الجنود الأوكرانيين، الذين يخدمون في جمهورية القرم، بطلبات للحصول على الجنسية الروسية، مشيراً إلى تلبية رغبات الكثير منهم بالخدمة في القوات المسلحة الروسية، وأكد شويغو أن غالبية الجنود الأوكرانيين بشبه جزيرة القرم عبّروا عن رغبتهم في الانضمام إلى القوات المسلحة الروسية وقد تمت تلبية رغباتهم، وقال:”تقدم حتى اليوم أكثر من 8 آلاف جندي أوكراني بأوراق رسمية للحصول على جوازات سفر روسية، وقد أوكلت واجبات إلى 3 آلاف منهم تقريباً، فلا بد من توفير الظروف لتنظيمهم سريعاً بغية الخدمة في الجيش الروسي”، موضحا أن الجنود الأوكرانيين قادرون على مغادرة القرم بسهولة والتوجه إلى أوكرانيا في حال رغبوا في ذلك.