التخويف كان "دون جدوى" واللوم على المرشحين اتحاد التجار ل"الفجر": "التجار غير تابعين للوظيف العمومي ليتلقوا تعليمة بالفتح يوم الاقتراع" استحسن، أمس، اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين مزاولة التجار عبر ولايات الوطن نشاطهم بصفة عادية، منتقدا تأجيج الوضع من قبل بعض المرشحين السياسيين ووسائل الإعلام التي بثت الذعر في نفوس المواطنين، ما جعلهم يتخوفون ويشنون حملة ادخار المؤونة قبيل الاستحقاقات الرئاسية، مؤكدا أنه تخوف “دون جدوى”. التزم أمس التجار عبر مختلف ولايات الوطن بوعودهم وزاولوا نشاطهم بصفة عادية عبر مختلف ولايات الوطن، في ظل إقبال المواطنين على محلات المواد الغذائية، الخضر والفواكه لاقتناء حاجياتهم. وحسب ما كشفه أمس الناطق باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، حاج الطاهر بولنوار، في اتصال مع “الفجر”، فقد اتسم النشاط التجاري يوم الاقتراع بكونه “عاديا” وطبيعيا كباقي أيام السنة، معيبا على السياسيين المرشحين وبعض وسائل الإعلام التي قامت بالتهويل من خلال الخطابات ب”خطورة الوضع”، ما زرع الخوف في نفوس المواطنين الذين لجأوا إلى تكثيف مشترياتهم وتخزين المؤونة خوفا من ندرتها ونشوب أزمة يوم 17 أفريل وما بعده. وأكد بولنوار أن بعض أسواق الجملة قد فتحت أبوابها أمس لتموين تجار التجزئة بالمواد والمنتجات، والتي من العادة أن تفتح أبوابها يوم الخميس، مشيرا إلى تلقيه اتصالات هاتفية من قبل بعض التجار عشية الرئاسيات نقلوا من خلالها تخوفهم من تدهور الأوضاع يوم الانتخاب، حيث طمأنهم محدثنا. وعن عدم صدور تعليمة من وزارة التجارة تلزم المحلات والتجار بمزاولة نشاطهم يوم أمس، أكد الناطق باسم الاتحاد أنهم غير تابعين للوظيف العمومي ليتلقوا مثل هذه التعليمات، مؤكدا أن التخويف الذي زرعته بعض الأطراف كان وراء كل هذا. كما استهجن حاج الطاهر بولنوار الحملة التي شنها المواطنون من خلال تكثيف مشترياتهم قبيل الاستحقاقات، معتبرا إياه “تخوفا غير مبرر” خاصة أن التجار قد تعهدوا بمزاولة نشاطهم وتوفير المواد الغذائية والخضر والفواكه بصفة عادية يوم الاقتراع وطيلة أيام الأسبوع، مرجعا تخوفهم ليوم الاقتراع وحتى لما بعده، نتيجة الإشاعات من نشوب احتجاجات أو فوضى في البلاد. وأكد ذات المتحدث أن أسواق الجملة للخضر والفواكه فتحت أبوابها لتجار التجزئة طيلة أيام الأسبوع وحتى يوم الاقتراع، باستثناء تلك التي جرت العادة أن تجمد نشاطها يوم الخميس، وحتى أسواق الجملة للمواد الغذائية المتواجدة بولايات سطيف، وهران وباقي الولايات زاولت نشاطها بصفة عادية. من جهة أخرى، زاولت المخبزات نشاطها بصفة عادية يوم الاقتراع حيث وفرت مادة الخبز بصفة عادية، فقد تلقت المخابز التي تزاول نشاطها بالعاصمة أوامر بتوفير الخبز للمواطنين والحرص على المداومة يوم 17 أفريل ونهاية الأسبوع. ندرة الحليب.. النقطة السوداء في سير النشاط التجاري ويذكر أن ندرة أكياس الحليب لا تزال متواصلة، في حين زادت حدتها عشية الموعد الانتخابي نتيجة نفاد البودرة “المادة الأولية لإنتاج الحليب” من الملبنات، فضلا عن تلاعب الموزعين الذين يساهمون في تعميق الأزمة، من خلال التلاعب في توزيع أكياس الحليب في ظل صعوبة فرض الرقابة على هؤلاء، إذ يتسلم الموزعون حصتهم من صناديق الحليب اليومية لتوزيعها، لكن عند القيام بعملية التوزيع يغشون في عدد الأكياس التي تحويها تلك الصناديق ويفرغون نصفها ليتم بيعها في السوق الموازي أو في القرى والأرياف ب35 دج أو أكثر، وهو ما يعد مخالفة يعاقب عليها القانون. محطات البنزين تزاول نشاطها بصفة “عادية” عبر الوطن محطات البنزين هي الأخرى عرفت إقبالا معتبرا للزبائن، فقد طمأنت مؤسسة نفطال ونفت أي أزمة أو ندرة في التزود بالوقود يوم الاقتراع. هذا وقد طالت الإشاعات محطات الوقود، حيث شهدت هذه الأخيرة تزاحما كبيرا فاق كل التوقعات من طرف الزبائن، أول أمس، حيث تهافتوا على محطات مؤسسة نفطال للتزود بالوقود عبر كامل الطرقات، وذلك خوفا منهم على بقاء مركباتهم دون تعبئة خلال اليوم وحتى عطلة نهاية الأسبوع، ما قد يعطل مصالحهم وتنقلاتهم، خاصة بعد ترويج بعض الجهات السياسية لإمكانية حدوث انزلاقات في الشوارع عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية. سيارات الأجرة تستغل الرئاسيات للرفع من التسعيرة توفرت وسائل النقل العمومية للمواطنين “مجانا” يوم الاقتراع، والتي عرفت إقبالا كبيرا من قبل المواطنين على غرار الميترو والترامواي، على خلفية الإجراء الذي أقره والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بالتنسيق مع مديرية النقل، قصد تسهيل تنقل المنتخبين إلى مكاتب الاقتراع، حتى لا تكون للمواطن عوائق أو مشاكل في التنقل لأداء واجبه الانتخابي. من جهة أخرى، شهدت بعض أحياء العاصمة غياب سيارات الأجر، في حين عبر المواطنون عن استيائهم الشديد من استغلال بعض سائقي الأجرة حاجة المواطنين للتنقل للرفع من تسعيرة التنقل، وضخ ما استطاعوا من جيوب المواطنين بحجة أنه يوم راحة. وقد استغل سائقو الكلوندستان هذه الأزمة في النقل لتحقيق الربح السريع، فقد ناشد أصحاب سيارات الأجرة كافة السلطات بضرورة التدخل العاجل من أجل وضع حد لاستفحال ظاهرة النقل الموازي، بعد أن أصبحوا يزاحمونهم على مدار اليوم في نقل الركاب، وكذا استغلالهم غير الشرعي لمحطات النقل الرئيسية. وذكر بعضهم أن الأمر أصبح لا يطاق بعد أن تراجع مردود دخلهم اليومي. .. وميترو الجزائر ينقذ الموقف ولحسن الحظ فإن الميترو جاء لينقذ الموقف، سيما بالنسبة للمواطنين المتوجهين من بريد الجزائر إلى حي البدر بالقبة. وقد أعرب بعض المواطنين عن سعادتهم بتوفر الميترو الذي جاء، كما قالوا، في وقته المناسب، سيما مع الغياب الكلي لسيارات الأجرة، إلى جانب الراحة التي يوفرها للمواطن والسرعة وتفادي الازدحام. ومن جهتها، مؤسسة “ترامواي الجزائر” وفرت خدمة النقل المجاني يوم الانتخابات لتسهيل تنقل المواطنين.