التهبت أسعار المواد الغذائية، الخضر والفواكه بشكل ”جنوني”، وبلغت أقصاها عشية الاستحقاقات الرئاسية بنسبة زيادة قدرت ب 30 في المائة، وسط تذمر واستياء المواطنين من جهة، و تبرؤ التجار والفلاحين من جهة أخرى، في ظل غياب مصالح الرقابة ما يتيح للمضاربين التحكم في السوق بقبضة من حديد. اشتعلت أسعار الخضر والفواكه عشية الاستحقاقات الرئاسية بشكل مذهل وسط غياب كامل لوزارتي الفلاحة والتجارة، وخلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا عبر أحد أسواق العاصمة، رصدنا زيادة ”ملموسة” في الأثمان، فالبطاطا معروضة ب 60 دج رغم المحصول الوفير هذا العام، الطماطم تراوح سعرها بين 100 و130 دج، البصل 60 دج، الباذنجان 150دج، الفلفل الأخضر 160دج، الكوسة 100 دج، الجزر 80 دج، اللوبيا الخضراء بين 240 دج و26 دج، الفلفل الحار 150 دج، السلطة 150دج، الشمندر والخيار معروضان ب90 دج، وليست الخضر وحدها التي زاد سعرها، الفواكه هي الأخرى مسها اللهيب على غرار الموز والإجاص حيث تسوق ب 220 دج، حتى البرتقال واليوسفي ”المندرين” رغم أنها فاكهة الموسم إلا أنها تباع ب150 دج، التفاح تراوح ثمنه حسب نوعيته وجودته بين 160 دج و250 دج، البقوليات كذلك ارتفع ثمنها فالبازلاء وصلت إلى 300دج في بعض الأسواق. اللحوم الحمراء والبيضاء هي الأخرى عرفت ارتفاعا جنونيا، فالدجاج تراوح سعر الكيلوغرام الواحد منه بين 250 دج و320 دج، لحم الخروف 1200 دج للكيلوغرام، لحم البقر 1000 دج، حتى الدقيق لم يسلم من ارتفاع الأسعار حيث بلغ سعر كيس 10 كلغ 630 دج. من جهة أخرى، يبقى المواطن مذهولا أمام هذا الارتفاع ”غير المبرر” في الأسعار الذي أضحى تقليديا يتكرر مع كل مناسبة دينية أو وطنية، إذ يناشد المواطنون المصالح المسؤولة التدخل العاجل ووضع حد لهذا اللهيب. من جهته قدر اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين على لسان ناطقه حاج الطاهر بولنوار، زيادة أسعار الخضر والفواكه مع اقتراب الموعد الانتخابي ب 30 في المئة، مناشدا السلطات المسؤولة التدخل وردع المتسببن في ذلك، مرجعا إياه إلى الإخلال بين العرض والطلب، مرتقبا تراجع أسعار الخضر والفواكه خلال الأسابيع المقبلة بنسبة 30 في المئة. هذا وقد استهجن حاج الطاهر بولنوار في اتصال مع ”الفجر” الحملة التي يشنها المواطنون من خلال تكثيف مشترياتهم قبيل الاستحقاقات المزمعة غدا، معتبرا إياه ”تخوفا غير مبرر” خاصة أن التجار قد تعهدوا بمزاولة نشاطهم وتوفير المواد الغذائية والخضر والفواكه بصفة عادية يوم الاقتراع وطيلة أيام الأسبوع. مرجعا تخوفهم ليوم الاقتراع وحتى لما بعده نتيجة الإشاعات والتخوف من نشوب احتجاجات أو فوضى في البلاد. وأكد ذات المتحدث أن أسواق الجملة للخضر والفواكه التي يبلغ عددها 43 على المستوى الوطني، ستفتح أبوابها لتجار التجزئة طيلة أيام الأسبوع وحتى يوم الاقتراع باستثناء تلك التي جرت العادة أن تجمد نشاطها يوم الخميس، وحتى أسواق الجملة للمواد الغذائية المتواجدة بولايات سطيف، وهران وباقي الولايات تزاول نشاطها بصفة عادية. جمعية حماية المستهلك تحذر من التخزين من جهتها حذرت جمعية حماية المتسهلك ومحيطه لولاية الجزائر عبر موقعها من تخزين المؤونة والمواد الغذائية عشية الانتخابات الرئاسية قائلة: ”نلاحظ لهفة من طرف بعض المواطنين لغرض التخزين خوفا من عدم توفر المنتوجات، هذا سلوك خاطئ يضر بجميع المستهلكين ويسبب اختلالا في العرض مما سيعود بالسلب على الجميع”.