ذكرت التقارير الإخبارية الواردة من ليبيا، أنّ أعمال العنف التي تشهدها ليبيا منذ أيام، بين ألوية القعقاع والصواعق والمدني وبين كتائب ثوار طرابلس، أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، وأنّها دفعت بالعديد من البلدان إلى إغلاق قنصلياتها وسفاراتها في البلاد، وسحب شركاتها وموظفيها هناك في انتظار استتباب الوضع وعودة الأمن. أكّدت رئاسة أركان قوات الدفاع الجوي أمس الأربعاء، تعرّض مقرها الإداري لهجوم مسلّح أسفر عن وقوع خسائر وأضرار مادية به. قالت الرئاسة في بيان لها، أنه عقب تصريح رئيس الأركان العميد “جمعة العباني” بوقوفه مع مطالب الشعب الليبي في نبذ العنف واستقرار الأمن في ليبيا، قامت مجموعة مسلحة مجهولة الهوية، بالعدوان على المقر، وحرق نقلية الرئاسة، والسطو المسلح على الممتلكات الشخصية للأفراد من سيارات وأجهزة حواسيب، بالإضافة إلى العبث بالملفات وإتلاف محتوياتها. حفتر للواشنطن بوست: “ بدأ التخطيط للكرامة” منذ 18 شهرًا، بين الأفراد العسكريين الرافضين للإرهاب” وكان حفتر الذي تتهمه السلطات ب”محاولة انقلاب”، قد شنّ الجمعة هجوما على مجموعات في بنغازي يتهمها ب”الإرهاب”، وأسفرت المعارك عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وأكّد اللواء حفتر أنه لا يرغب في الاستيلاء على السلطة بل إنه يستجيب ل”مطالبة الشعب بمحاربة الإرهاب”. وقال حفتر، في حوار أجرته معه صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إن التخطيط ل”معركة الكرامة” بدأ منذ 18 شهرًا، بين الأفراد العسكريين الرافضين ل”الإرهاب”، مشيرًا إلى أن الأمر سيأخذ مزيدًا من الوقت لتمركز تلك “الميليشيات” وسط المدنيين في الأحياء السكنية وعدم التمكن من استخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية وقوات جوية ضدهم بالنظر لهذا الوضع خوفًا على حياة المدنيين، حسبما أكد. واستبعد حفتر اللجوء إلى الحوار مع “الميليشيات” التي وصفها بأنها تضم مجرمين دوليين قادمين من أوروبا وآسيا وأفريقيا ويجب ملاحقتهم والقضاء عليهم في كل مكان لحماية العالم كله وليست ليبيا وحدها، على حد قوله. وكان تحالف القوى الوطنية في ليبيا، قد أعلن تأييده ودعمه لما يُعرف بعملية “الكرامة” للقضاء على الإرهاب ومصادر تمويله. وشدّد التحالف، في بيان له، على ضرورة أن تلتزم قيادات الجيش الوطني المُشارِكة في العملية بالوعد الذي قطعته أمام نفسها والشعب بعدم التدخل في شؤون الحياة السياسية بأي شكل وحماية المسار الديمقراطي الذي اختاره الليبيون في الثورة. ومن جهتها، نأت واشنطن بنفسها عن تأييد اللواء حفتر، وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها تتابع عن كثب تصاعد أعمال العنف في ليبيا، حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لم تجر أي اتصالات معه مؤخرا كما انها لا تدعم او تتغاضى عن أي أعمال ميدانية في ليبيا. وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين “لم نتحدث إليه (حفتر) مؤخرا. لا نتغاضى عن أو نؤيد ما قام به على الأرض ولم نقدم العون فيما قام به”. وأضافت ساكي “نواصل دعوتنا لجميع الأطراف الإحجام عن العنف والسعي للحل بالطرق السلمية”. وأن “سلامة وأمن الرعايا وطواقم الأميركيين في الخارج أهم أولوياتنا”. يذكر أنّ الجيش الأمريكي ضاعف عدد طائراته التي تقف بحالة تأهب في إيطاليا استعدادا لإجلاء الأمريكيين من سفارة العاصمة الليبية، طرابلس، على ضوء تصاعد العنف، طبقا لمعلومات نقلتها وكالة “سي ان ان”. وقال مسؤول عسكري للشبكة، الاثنين: عملية الإخلاء قيد المراجعة على مدار الساعة، لافتا إلى وصول أربع طائرات إضافية من طراز “أوسبري في-22”، ليل الأحد، إلى قاعدة “سيغونيلا” بإيطاليا، لتنضم إلى أربع أخرى و200 جندي مرينز جرى تحريكهم إلى هناك الأسبوع الماضي. مستشار المرزوقي للشؤون الدولية أنور الغربي: “ما تشهده ليبيا انقلاب عسكري مخطط له” وقال مستشار الرئيس التونسي للشؤون الدولية أنور الغربي أمس: “إن ما تشهده ليبيا منذ فجر الجمعة الماضي وإن كان شعاره الظاهر الحرب على الإرهاب، فإنه تحركٌ خارج أطر الشرعية السياسية ومؤسسات الدولة الليبية المنتخبة، وهو ما يدعو إلى الخشية من أن يكون الأمر عبارة عن انقلاب عسكري مخطط له، تحت شعار مكافحة الإرهاب”. وحذَّر الغربي، من أن يجلب الرهان على القوة العسكرية والتأييد الإقليمي والدولي لها في ليبيا تحت شعار مكافحة “الإرهاب”، “متاعب كبرى وغير مقدَّرة ليس للشعب الليبي وحده وإنما للمنطقة برمتها”. مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة: “اللواء حفتر أحد قادة ثورة 17 فبراير، وهو ضابط في الجيش الليبي ومن حقه أن يستمر في خدمة بلاده” وأصدر ابراهيم الدباشي مندوب ليبيا في الأممالمتحدة أمس بيانا من نيويورك حسم فيه موقفه من الأحداث الجارية في ليبيا قال فيه: “إن ثورة 17 فبراير ثورة شعب، ولا يمكن أن يتخلّى عنها رموزها ومن قادوها، ولن تفشل في تحقيق أهدافها مهما واجهت من صعاب، ومهما كانت قوة محاولات اختطافها. وأكّد أنّه ليس عسكريا ولا يملك قوة عسكرية ليقرر الإنضمام إلى عملية الكرامة من عدمه. وأنّ اللواء خليفه حفتر أحد قادة ثورة 17 فبراير، وهو ضابط في الجيش الليبي ومن حقه أن يستمر في خدمة بلاده طالما أن قانون التقاعد لا يطبق على جميع الضباط، وأن التعيينات في المناصب العليا لا تتقيد بسن التقاعد. وأضاف أنّ المعركة التي يخوضها اللواء حفتر وضباط وجنود الجيش الليبي ليست انقلابا على الثورة، بل عمل وطني من صميم المهمة التي أقسموا على القيام بها عند التحاقهم بالجيش الليبي، ومن ثم فإن الشّرف العسكري لجميع العسكريين يفرض عليهم تلبية نداء الواجب والإلتحاق بزملائهم. وكل من يقول غير ذلك لديه أهداف تتعارض ومصلحة الوطن. وخلص الدباشي القول أنّه حان الوقت لأن ينسحب المؤتمر الوطني من الساحة ويسلم جميع السلطات التنفيذية للحكومة إنقاذا لما يمكن انقاذه، وأنّه على الحكومة أن تستبدل رئيس الأركان العامة للجيش آخذة بعين الاعتبار التطورات الجارية والواقع على الأرض وأن يتم فورا فصل العسكريين عن المدنيين في الدروع وتسليم جميع المعسكرات ومراكز الشرطة إلى منتسبيها، وأنّه ينبغي على الجيش الالتزام بعدم المساس بالمسار الديمقراطي، وعدم التدخل في السياسة، وضمان المناخ المناسب لهيئة صياغة الدستور للقيام بمهمتها وإنجازها في أسرع وقت ممكن، وأنّه على قيادة الجيش أن تنتبه إلى محاولات التشويه لثورة 17 فبراير التي يقوم بها أنصار نظام الطاغية”. إيطاليا تطالب بتدخل عاجل للأمم المتحدة لتسوية الأزمة ودعت إيطاليا مجددا أمس المجتمع الدولي وخاصة الأممالمتحدة إلى “صياغة موقف محدد موحد للتوصل إلى تسوية عاجلة للأزمة الراهنة في ليبيا”. ونقلت مصادر إعلامية عن وزيرة الخارجية فيديريكا موجيريني التي عينت سفير بلادها لدى طرابلس جوزيبي بوتشينو جريمالدي مبعوثا خاصا إلى ليبيا أي سفيرا غير مقيم قولها بأن إيطاليا “ترى أنه لا يزال ضروريا أن يكون للأمم المتحدة دور ريادي بشأن الأزمة الليبية”.. معلنة أن “موقف بلادها هذا قد تصدر محادثاتها الأخيرة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.“. وكانت روما قد طالبت المؤسسات الأوروبية “العمل بشكل أكثر نشاطا من أجل معالجة حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا” و”التصدي للهجرة غير الشرعية المتدفقة من سواحلها نحو جنوبإيطاليا”. وهو ما أيده المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون من خلال “الدعوة لتكثيف الجهود الدولية بما فيها الأوروبية لمواجهة تطورات الوضع في ليبيا”.