تقلص عدد الشواطئ التي تم افتتاحها يوم أمس، بمناسبة انطلاق موسم الاصطياف، إلى ثمانية عشر شاطئا بدلا من ثلاثة وعشرين الموسم الماضي، بقرار من اللجنة الولائية المكلفة بالموسم السياحي، وبسبب فشل البلديات في تجسيد العمليات التي خصصت لها، وتتعلق جميعها بالتجهيزات الممنوحة للشواطي لترقيتها وتوفير خدمات نوعية وكمية للمصطافين. يتعلق قرار اللجنة الولائية بشواطئ المحجرة وميرامار بسكيكدة وتامانار بالقل وبن مهيدي وقرباز بعزابة وسطورة بالزويت، وهي شواطي أشارت الدراسات التقنية التي أنجزت نهاية العام الماضي إلى ضرورة تواجد كاسرات للأمواج أمامها، وضرورة توفرها على مخيمات عائلية تأوي المصطافين القادمين من الولايات الداخلية وولايات جنوب البلاد، والذين يفضلون كل سنة التوجه إلى سكيكدة لقضاء أيام جميلة والتمتع بشواطئها، التي يعتقدون أنها تنفرد بميزات خاصة لا يجدونها في ولايات ساحلية أخرى. ويلاحظ أن الشواطئ التي اختفت هذا العام من حركة إيواء المصطافين هي فضاءات بحرية مهمة للغاية في حركة السياحة والاصطياف، لاسيما التخييم العائلي، وتعد من بين أكبر الشواطئ وأجملها في الجزائر قاطبة، ومنها شواطئ ذات سمعة عالمية كشاطئ تامانار وسطورة وميرامار، الذي يشير العارفون بخباياه أنه اسم عربي أصيل حرفه المعمرون أثناء الفترة الاستعمارية واسمه الحقيقي مير عمار، أي حائط عمار. وكان يتوجب الإبقاء عليها والتشدد في معاقبة المسؤولين المتقاعسين عن تنفيذ الإجراءات والبرامج الممنوحة لهذه الشواطئ من طرف اللجنة الولائية، بدلا من معاقبة المصطافين والمتعلقين الشواطئ. وإذا كان قرار اللجنة الولائية قد تم ترسيمه عمليا، فإنه في الواقع لا يعني شيئا بالنسبة للمصطافين الذين يقصدون الشواطئ الخمسة الممنوعة مند سنوات طويلة جدا، ويفضلونها عن غيرها لجمالها وبهائها ووجودها بين كهوف ومغارات بين البحر والجبل تزيدا إشراقا كلما بدأت الشمس في الغروب وتثير الإعجاب الشديد بين المصطافين المحليين أوالوافدين من كل ولايات الوطن. وكان المجلس الولائي المكلف بحركة الاصطياف، قد أقر يوم أربعة وعشرين أفريل الفارط، أربعا وعشرين عملية بقيمة مالية تقدر بحوالي تسعة وسبعين مليون دج من الميزانية الولائية، واقتطع مبلغا آخر من برنامج التنمية المحلية للبلديات بقيمة تقدر بسبعة ملايير وثمانمائة مليون سنتيم، لتجسيد مجموعة من العمليات الموجهة لحماية الشواطئ من الامواج العاتية وتوسيع نطاق المخيمات العائلية على مستوي الشواطئ المعزولة وذات الإقبال الكبير من المصطافين، لاسيما الذين يأتون من الولايات الداخلية. كما وضع المجلبس الولائي برنامجا إضافيا لتدعيم النقل تجاه الشواطئ وتوسيع مراكز الأمن والحماية المدنية والتدخلات الاستعجالية لإنقاذ الغرقى وتقديم الإسعافات الأولية الضرورية لهم والتكفل السريع بحالات الإخلال بالنظام العام من خلال تعزيز مراكز الدرك والأمن بالشواطئ طيلة فصل الصيف. وضمن التحضيرات للموسم الراهن أكملت مصالح الصحة عملية مراقبة المياه بالشواطئ المقرر افتتاحها، وتبين حسبما أكدته مديرية السياحة ل”الفجر” سلامة ونظافة المياه في كل الشواطئ المقترحة للفتح، فيما يبقى الإشكال قائما بخصوص الشواطئ البعيدة والممنوعة في الجهة الغربية للولاية خاصة، والتي لا يتردد المصطافون عن التوجه اليها ومنها شواطئ تامانار وواد بيبي وواد طنجي وواد الزهور وكركرة. ويلح المصطافون المحليون أن موسم الاصطياف دون هذه الشواطئ لامعنى له ومن غير المقبول أن تبقى شواطئ كتامانار وواد بيبي وواد طنجي المعروفة عالميا مغلقة في وجه الاصطياف.