ينتظر أن يشرع اليوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جولة إلى الشرق الأوسط لتخطّى الانقسامات الطائفية في العراق بعد فشل كافة المساعي الأميركية في التوصل إلى حلّ توافقي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. كما سيتوجّه كيري إلى الأردنوبروكسلوباريس. وفي عمان سيلتقي كيري نظيره الأردني ناصر جودة ويبحث معه التحديات على الصعيد الأمني في الشرق الأوسط. وينتقل كيري بعدها إلى بروكسل لحضور اجتماع وزاري للحلف الأطلسي قبل قمة سبتمبر. وسيناقش الحلفاء خصوصا الأزمة في أوكرانيا. وفي باريس سيلتقي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في كل هذه الملفات، وفق المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي. ومن المتوقع أن يتوجه كيري إلى العراق في زيارته الثانية إليه منذ توليه مهامه في مطلع 2013، إلا أنه لم يعلن بعد عن جدول تلك الزيارة. كما سيبحث كيري مع ”شركاء إقليميين أساسيين وحلفاء في الخليج التحديات الأمنية في الشرق الأوسط وخصوصا في العراق وسوريا”. وكان الرّئيس الأمريكي باراك أوباما قد صرّح يوم الجمعة بأنّ الصّراع الدّائر في العراق هو نتيجة الانقسامات الطّائفية التي ”سُمح” لها بالتّفاقم وإنّ حلّ هذه الخلافات يعود إلى الشعب والزعماء العراقيين. وفي مقتطفات من مقابلات أطول مع عدة شبكات تلفزيونية شدد أوباما على أن الدعم الأمريكي سيكون محدودا ومشروطا. وأشار أوباما إلى إن عدم الاعتراف بمخاوف الأقليات بالإضافة إلى الغموض في تشكيل حكومة بعد الانتخابات في أفريل ترك العراق عرضة للمخاطر. وأضاف أوباما لشبكة (إن.بي.سي) ”إن بعض القوى التي ربما دائما تقسم العراق أصبحت أقوى الآن وتلك القوى التي يمكن أن تحافظ على وحدة البلاد أصبحت أضعف. ”المسألة تعود في نهاية الأمر للقيادة العراقية أن تعيد الأمور السياسية في البلاد لنصابها مرة أخرى”. وقرر أوباما إرسال مستشارين عسكريين للعراق كما هدد بشن ضربات جوية مع سيطرة إسلاميين سنة على شمال البلاد وتحقيق تقدم نحو بغداد. وقال أوباما إن تزايد عدم الثقة بين الشيعة والسنة عزز التوترات في العراق. يذكر أنّ أوباما تعرض لانتقادات من بعض الجمهوريين بسبب قراره بسحب القوات الأمريكية من العراق عندما فعل ذلك، لكنه دافع عن قراره، حين قال ”مجرد استقرار شيء ما قبل عامين أو أربعة أعوام لا يعني أنه مستقر الآن”. وقال أوباما إن التحدي الذي يواجه العراق هو تشكيل حكومة يشعر فيها السنة والشيعة والأكراد بأنهم ممثلون فيها بشكل كاف. يذكر أنّ الهجوم الكاسح الذي شنه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ”داعش”، واستولوا خلاله على مناطق عدة من شمال العراق في الأسبوعين الماضيين قد كشف مدى عمق الشرخ الطائفي في العراق. كما أن هذه الانقسامات هي أحد الأسباب التي أدت إلى فشل القوات العراقية في التصدي للتنظيم. ورغم أنّ واشنطن (دعمت المالكي عند توليه منصبه في 2006 عندما قمع ميليشيات شيعية ومد يده إلى القادة السنة) لم تدعو المالكي إلى التنحي، واكتفى المسؤولون الأمريكيون بالتصريح أن العراقيين هم من يختارون قادتهم، إلاّ أن سياسته اتسمت بطائفية أكثر في الأشهر الماضية مما حمل الأمريكان على مطالبته بأن يكون رئيسا لكل العراقيين بمن فيهم الأكراد والسنة والمسيحيين. وذهبوا لحدّ القول بأنّ المالكي بدد فرصة لإعادة بناء البلاد منذ انسحاب القوات الأميركية في 2011.