أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الصراع الدائر في العراق سببه تفاقم الانقسامات الطائفية، في حين قال مسؤولان أمنيان أميركيان إن وكالات المخابرات بالبلاد حذرت مرارا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أن سياساته تجلب عداء شديدا من العراقيين السنة. وفي مقابلة مع شبكات تلفزيونية عدة، شدد أوباما على أن حل هذه الخلافات يعود إلى الشعب والزعماء العراقيين، مؤكدا أن التدخل الأمريكي سيكون محدودا ومشروطا. وقال الرئيس الأمريكي إن تزايد انعدام الثقة بين الشيعة والسنة عزز التوترات في العراق، مشيرا إلى أن التحدي الذي يواجه البلاد حاليا هو تشكيل حكومة تمثل كافة الأطراف بالبلاد. وأضاف أن جزءا من الحل هو سمو القادة العراقيين فوق الدوافع الطائفية، وإذا لم يحدث ذلك فلن يضع حلٌ عسكري حدا لهذه المشكلة "ولن تستطيع أي قوة من النيران الأميركية توحيد البلاد". وذكر أن "شروطنا لإرسال مستشارين عسكريين أنه لا يزال داخل الجيش العراقي وفي الهيكل السياسي بالدولة التزام بحكومة عراقية وقوات مسلحة موحدتين وشاملتين". كما قال أوباما إنه ليست هناك قوة أمريكية تستطيع إبقاء العراق موحدا إذا لم يبتعد زعماؤه عن الطائفية ويعملوا لتوحيد البلاد. من ناحية أخرى، كشف مسؤولان أمنيان أمريكيان أن المخابرات الأمريكية حذّرت مرارا كبار المسؤولين في حكومة نوري المالكي من أن سياساته تجلب عداء شديدا من العراقيين السنة. وأضاف المسؤولان أن بين هذه التحذيرات تقارير وتحليلات سرية لأجهزة المخابرات قدمت في العامين الأخيرين لمسؤولين مهمين بينهم الرئيس أوباما. وحسب التقارير فإن المالكي وحكومته يثيران قدرا كبيرا من عداء العراقيين السنة يعطي قوة وتشجيعا لجماعات متشددة مثل "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وأكد مسؤول لوكالة "رويترز" طلب عدم الكشف عن اسمه، أن المخابرات حذّرت صراحة من أن سياسات المالكي في السنوات القليلة الماضية أدت إلى "عزل السنة وأعطت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام مساحة للعمل".