أفادت مصادر مطلعة ل"الفجر"، أن الجزائر ومصر اتفقتا مبدئيا خلال المباحثات التي جمعت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، على تشكيل جبهة سياسية وأمنية موحدة لمواجهة الأزمات والوضع المتردي الذي تعيشه عديد الدول العربية والإسلامية، في مقدمتها ليبيا والعراق، والحد من كل محاولات التدخل الأجنبي. وطالب الرئيس المصري في أول خرجة له إلى الجزائر بضرورة تنسيق المواقف لمكافحة ظاهرة الإرهاب. السيسي يطلب من الجزائر تنسيق المواقف لمكافحة الإرهاب كللت الزيارة القصيرة التي أداها الرئيس المصري المنتخب مؤخرا، عبد الفتاح السيسي، إلى الجزائر، بنتائج إيجابية قد تدفع بالعلاقات المصرية الجزائرية إلى الأمام، رغم أن الزيارة كانت خاطفة ولم تدم سوى 6 ساعات، وفي هذا السياق، نقلت مصادر ل”الفجر”، أن الرئيس بوتفليقة ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، اتفقا خلال مباحثاتهما امس، مبدئيا، على تشكيل جبهة جزائرية مصرية تتولى مواجهة مختلف المشاكل والأزمات التي تعرفها الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها الأزمة الليبية التي تعرف تصاعدا خطيرا في الأعمال الإرهابية، ناهيك عن تداعياته السلبية على دور الجوار، لاسيما وأن الجزائر ومصر، كلاهما دولتان حدوديتان لليبيا، وهو الملف الذي سيكون محور لقاءات وزيارات مختلف مسؤولي البلدين، كما اتفق الطرفان خلال اللقاء الذي جمعهما بحضور كل من الوزير الأول عبد المالك سلال، ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، على ضرورة تكثيف المساعي لإيجاد حلول سريعة للوضع الذي تعيشه العراق. ويأتي حرص الجزائر ومصر على ضرورة تشكيل جبهة سياسية وأخرى أمنية لمواجهة المعضلات التي تعيشها المنطقة العربية، في الوقت الذي تلاشى فيه دور العديد من الهيئات العربية والدولية، كالجامعة العربية والأمم المتحدة، في إيجاد حلول مناسبة لبعض الأزمات، لاسيما تلك التي أفرزتها موجة ما يعرف بالربيع العربي الذي سهل في الكثير من الأحيان، من تحرك الجماعات الإرهابية والإجرامية. وتحرص الجزائر على إشراك مصر في مساعي حل بعض الملفات العربية العالقة، إيمانا منها بضرورة إبعاد كل الأيادي الأجنبية عن التدخل في الشؤون الداخلية للعرب، وهو ما بدا جليا في قمة عدم الانحياز الأخيرة، حيث بادرت الدبلوماسية الجزائرية بعقد قمة دول جوار ليبيا، بهدف بحث مساعي حل الملف الليبي. وكان رئيس دولة مصر عبد الفتاح السيسي، قد أكد لدى نزوله من الطائرة، أن زيارته إلى الجزائر تهدف إلى إطلاق تفاهم حقيقي ورؤية موحدة للمصالح المشتركة والقضايا والتحديات، مشيرا إلى وجود علاقات وموضوعات استراتيجية مشتركة بين مصر والجزائر، وقضايا كثيرة تحتاج من الجزائر ومصر العمل سويا، مبرزا أن الزيارة تأتي للتأكيد على ذلك والشروع في العمل عليها خلال الأيام القادمة. ولدى تطرقه الى ظاهرة الإرهاب، قال رئيس مصر، أنها مشكلة تحتاج إلى تنسيق المواقف والعمل لمجابهتها سويا، في إشارة إلى رغبة مصر في الاستفادة من تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب، مضيفا أن هناك مواضيع أخرى كثيرة سيتطرق إليها مع المسؤولين في الجزائر، منها الوضع في ليبيا، التي هي دولة جارة لكل من مصر والجزائر.