تفتح رحلة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأولى للجزائر الكثير من مصادر القوة للبلدين، فمصر الجزائر هما محور الرعب في منطقة شمال أفريقيا، بل في دول أفريقيا جميعًا، وتجمع البلدين يكفل القضاء على تنظيم الإخوان في الشرق الأوسط وأفريقيا. بحث مواجهة الإرهاب مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة أكدت أن هناك تنسيقا بين مصر والجزائر لردع الإرهاب في ليبيا، مضيفًة: أن الجزائر على المستوى العسكري، تمتلك الآن ثالث أقوى جيش عربى طبقا للتصنيف الأمريكي "جلوبل باور" بعد الجيش المصرى والسعودى ، كما أن الجيش الجزائري الثاني في جيوش أفريقيا بعد الجيش المصري. وأشار المصدر إلى أن الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة كان أول من أرسل رسالة تهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، بمناسبة فوزه بانتخابات الرئاسة قبل إعلان النتائج بشكل رسمى، ومن المقرر أن ترسل الجزائر غاز "البوتان" لمصر بشكل ثابت وبأسعار جيدة وشروط دفع ميسرة جدًا، الأمر الذي يؤدي لعدم وجود أزمة في أسطوانات البوتاجاز، كما أن هناك 4 سفن غاز سيتم إرسالها إلى مصر شهريا عبر ميناء الإسكندرية. وأكد المصدر أن عودة مصر للاتحاد الأفريقى كان الملف الأكثر أهمية، والذي لعبت الجزائر دورا كبيرا فيه، حتى لا يستمر إبعاد مصر عن محيطها الأفريقي، كما حدث مع "مدغشقر"، التي ظلت خارج الاتحاد الأفريقي طوال 5 سنوات. وقال: "إن الجزائر تحركت وحققت نجاحًا، في عودة مصر إلى الاتحاد الأفريقى، وسيحضر الرئيس السيسي القمة الأفريقية القادمة في غينيا باعتباره رئيسا لجمهورية مصر العربية". أما عن اختيار الجزائر لتكون الزيارة الأولى للرئيس السيسي فيقول الدكتور محمد عبد الظاهر الخبير السياسي والاستراتيجي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: "إن علاقات مصر والجزائر شهدت توترًا على مدي عقود ما أضر كثيرًا بمصالح البلدين". وأشار إلى أن مؤتمر الاتحاد الأفريقي يمثل أهمية بعد عودة مصر للاتحاد الأفريقي، وهنا تكمن أهمية تواصل مصر مع القوى الأفريقية وخاصة الجزائر، فدولة المغرب تقاطع القمة ومنظمة الوحدة الأفريقية بعد اعترافهم ب"بالصحراء الغربية". وقال: "إن الجزائر تعتبر الدولة الأكثر استقرارًا في الدول العربية والأفريقية وليس في شمال أفريقيا فحسب، كما أن هناك مصالح مصرية جزائرية في استقرار ليبيا، ومن المهم التنسيق لذلك"، مؤكدًا أن الجزائر من الدول الداعمة لمصر، ومن المهم أيضًا دعم ومشاركة الجزائر في مؤتمر دول أصدقاء مصر "مؤتمر المانحين" مشيرا إلى أن الجزائر دولة بترولية قوية، ومن الممكن أن يكون لها دور في المؤتمر. وأكد أن أهم الملفات المطروحة في زيارة الرئيس السيسي للجزائر مناقشة أحوال المنطقة العربية، مشيرا إلى أن اللقاء المصري الجزائري يمثل أهمية كبيرة في العديد من المواقف، وعانت الجزائر كثيرًا من الإرهاب في نهاية التسعينات، ما يجعل تبادل المعلومات في هذا الإطار يعد من الأمور الحيوية، وخاصة لفك الاشتباك بين البلدين وإعادة اللحمة العربية مرة أخرى.