شجب نواب وأحزاب سياسية أهمها حركتيا« النهضة وحمس» بزيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي إلى الجزائر، وقالتا أنه «لا يمكن لانقلابي أن تطأ أقدامه ارض الجزائر».وأصدرت الحركتان، بيانات تنديد بزيارة الرئيس المصري، حيث أوضحت «حركة مجتمع السلم» ، أنها «تلقت بأسف شديد خبر زيارة السيسي المسؤول الأول على الانقلاب على الرئيس المنتخب في مصر الشقيقة« . ونددت الحركة في بيان لها أمس باستقبال الرئاسة بالجزائر لعبد الفتاح السيسي وقالت « ..و إذ تستغرب الحركة استقبال جزائر الشهداء لهذه الشخصية و ما تمثله من توجه محلي و إقليمي، خاصة و أن الاتحاد الإفريقي و على رأسه الجزائر أدان الانقلاب، و أن النظام المصري أصبح شبه معزول دوليا بسبب ممارساته الاستبدادية و اللاديمقراطية و آخرها الحكم على الصحفيين بأحكام سجن تصل ل 10 سنوات«.ويهم الجزائر ومصر التعاون الأمني بينهما خاصة من جانب التهديدات الآتية من ليبيا، حيث أن ليبيا تعيش فشلا وانفلاتا أمنيا كبيرا وضعفا شديدا في ممارسة طرابلس سيطرتها وضبطها للوضع السياسي الأمني وهي بهذا الحال تشكل بؤرة تهديد كبرى على الجزائر ومصر بحكم الحدود الطويلة التي تربط الدول الثلاثة«.كما أن الوضع الداخلي المصري غير المستقر و هشاشة الاقتصاد المصري الذي سيشكل عاملا مهما في تقوية السخط الشعبي ضد حكومة السيسي في حال فشله في إيجاد حلول للأزمة التي يمر بها وعلى رأسها أزمة الطاقة وهنا يأتي الدور على الجزائر لتمد نظام السيسي بشحنات من الغاز، وكل هذا يبرهن أن الجنرال السيسي بحاجة إلى حلفاء إقليميين أقوياء يساعدونه على فرض الاستقرار في بلاده. وشجبت حركة»النهضة» ، بدورها، زيارة السيسي، وقالت في بيان،لها أنه «مع ذكرى حلول شهر رمضان المبارك وتزامنها بذكرى احتفال الشعب الجزائري باستقلاله ونيل حريته ، يتفاجأ الرأي العام الجزائري بدعوة رأس الانقلاب المصري الذي انقلب على إرادة شعبه ومؤسساته الشرعية وتسبب في قتل ألاف الأرواح البريئة وهتك الأعراض التي عاشتها البشرية قاطبة بألم شديد«. ورأت الحركة أن» دعوة رئيس الجمهورية لهذا الشخص لزيارة الجزائر ارض المليون ونصف المليون شهيد يعتبر بمثابة تحدي واستفزاز لمشاعر الشعب الجزائري الذي رفض بفطرته السليمة ما أقدم عليه ممثل النظام العسكري الدموي الانقلابي بالشعب المصري« . وجاء في بيان الحركة، أيضا« إن إقدام السلطة الجزائرية على استقبال هذا الشخص فوق أرض الجزائر باسم مؤسسات الدولة الجزائرية هو طعن في قيم الثورة التحريرية المباركة وتملص من المواقف الثابتة للدولة الجزائرية في مناصرة قيم الإنسانية قضايا الشعوب العادلة«، معتبرة أن «هذه الدعوة تؤكد أن هناك هوة كبيرة زادت اتساعا بين السلطة الحاكمة بالجزائر وخياراتها المشبوهة وبين الشعب الجزائري وطموحاته وقيمه وخياراته، ثم أن هذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات تنم على أن هناك أجندة مشبوهة وجب على السلطة أن تصارح بها شعبها قبل ان يسمعها من الخارج« .كما ان توقيت الزيارة الأولى للسيسي تؤكد أن الجزائر قد ستساهم بقوة في قرار إلغاء تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي على خلفية لانقلاب العسكري« كما يسميه البعض ضد الرئيس مرسي في جويلية الفارط». كما أن المنطقة العربية تمر بمرحلة حرجة ودقيقة في تاريخها، فسوريا تعيش حربا أهلية وأحداث العراق بعد انهيار الجيش العراقي أمام المسلحين من داعش وقدامى البعثيين ثم تقدم الأكراد في عدة نقاط حساسة تشير إلى تشكل بوادر تفكك العراق وتنامي النزعة الاستقلالية«. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد حل بالجزائر، صبيحة أمس وقال للصحفيين بمطار الجزائر الدولي(هواري بومدين)، أن زيارته للجزائر تهدف إلى «إطلاق تفاهم حقيقي و رؤية مشتركة للمصالح و القضايا و التحديات المشتركة بين مصر والجزائر والمنطقة«.وأفاد السيسي الذي وصل إلى سدة الحكم بمصر بموجب انتخابات الرئاسة في ماي الماضي أن بين الجزائر ومصر «علاقات وموضوعات استراتيجية مشتركة وقضايا كثيرة تحتاج من الجزائر و مصر العمل سويا«.وقال السيسي الذي انتخب رئيسا لمصر، بأسابيع قليلة بعد انتخاب الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة انه يريد أن يقدم «التحية و التقدير» للجزائر شعبا ودولة وقيادة، مشيرا إلى أنه يريد من خلال زيارته الجزائر، تقديم التهنئة شخصيا للرئيس والشعب للجزائري على الاستحقاق الرئاسي ليوم 17 أفريل الماضي. وتحدث السيسي مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد استقباله بالمطار من قبل رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح والوزير الأول عبد المالك سلال، ولم يكشف فحوى المحادثات، لكن اللافت أنها تمحورت حول ما سبق وان صرح به الرئيس المصري بخصوص التعاون وتنسيق المواقف خاصة ما تعلق بمكافحة الإرهاب.وهذه أول زيارة لعبد الفتاح السيسي ياديها خارج مصر منذ أن تولى الرئاسة بالبلاد، بينما كان قد حظي يوم 29 ماي، بأول تهنئة تصله بمناسبة انتخابه رئيسا وكانت من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي كان قد فاز قبل أسابيع قليلة بعهدة رابعة بالجزائر .وأوردت صحيفة»الوطن» المصرية تعليقا على الزيارة أنه «سيتم الاتفاق على ملف مواجهة الإرهاب بضرورة تبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب بين مصر والجزائر، وذلك لزيادة التعاون في مجال الاستخبارات لمواجهة التنظيمات المتطرفة، وأنه تم وضع ملفات العراق وسوريا وليبيا على طاولة اللقاء بين الرئيس السيسي والرئيس الجزائري بوتفليقة«.وأفادت كذلك أنه « سيتم أيضا الاتفاق على ضرورة تنفيذ مناورات مشتركة بين مصر والجزائر، وذلك لصداقة عسكرية قوية بين الجيش المصري- الجزائري بهدف زيادة التعاون العسكري بين البلدين، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة وضرورة مكافحة الإرهاب«.