يبدو أن مسلسل التأجيلات الذي لازم مواعيد تسليم مشروع التحويلات الكبرى للمياه بعاصمة الهضاب العليا، والذي يعرف ب"مشروع القرن"، قد وصل إلى نهايته، حيث ضبطت مختلف الأطراف المعنية بتجسيد هذا المشروع من مصالح ولائية وشركات إنجاز عقارب ساعتها على موعد أكتوبر القادم كآخر أجل لتسليمه. بعد تعليمات من طرف وزير الموارد المائية الذي عاين مؤخرا المشروع، وأكد في عين المكان أنه لا للتأجيل مرة أخرى في موعد دخول المشروع حيز الخدمة، لاسيما في ضل الحساسيات المرتبطة به والأهداف المنشودة منه الإقتصادية منها والاجتماعية. كما أنه يمثل أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية التي حظي بها قطاع الموارد المائية على المستوى الوطنية. وحسب مصادر عليمة بخفايا هذا المشروع تم التوصل إلى وضع المشاكل الفنية التي كانت تواجه سير إنجاز المشروع تحت المعالجة الخاصة ولن تكون مؤثرة في المستقبل، خاصة فيما يتعلق بالشطرين ”تابلاط - ذراع الديس”، على مسافة 14 كلم و”خراطة - الموان”، وبالتالي لا عذر لشركات الإنجاز التي ضلت تتحجج بالمشاكل الفنية التي تم تسويتها. وكشفت ذات المصادر أن المشروع سيمكن من تحويل أزيد من 300 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب من جيجل وبجاية إلى سطيف، وهي الكمية التي تغطي احتياجات أكثر من 1.5 مليون نسمة، بالإضافة إلى سقي أزيد من 40 ألف هكتار من المساحات الفلاحية. لكن الإشكال الذي لايزال يجعل من المدة المحددة لإنهاء الأشغال شبه مستحيلة هو نسبة سير الأشغال التي مازالت غير مقنعة. وبالعودة إلى حيثيات المشروع فإن إشارة انطلاقه كانت من طرف رئيس الجمهورية منذ أزيد من ثلاث سنوات، وكان مقررا أن يسلم قبل نهاية 2013 لكن ذلك تأجل. وقد سبق للفريق التقني المكلف بالمتابعة للمشروع المذكور أن أكد بأن المشروع سيشهد تأخرا فادحا، وبالتالي من المستحيلات السبع أن يتم تسلمه كما جاء في دفاتر الشروط التي تؤكد - حسبهم - انتهاء معظم العمليات ضمن مشروع التحويلات الكبرى خلال السنة الماضية، أين تم تمديد الآجال إلى إشعار آخر، الأمر الذي يرهن سبل الاستفادة الحقيقية من هذا المشروع، والذي قد يتعرض حسب ذات المصادر لمصير مجهول، كون تجسيد المشاريع بنجاح مرهون بالمدة المحددة وفق ما جاء في دفاتر الشروط وتوافق عملية الإنجاز مع الدراسة التقنية بكل محتوياتها.