بدا وزير الموارد المائية، حسين نسيب، في قمة الغضب بسبب التأخر المسجل في مشروع التحويلات الكبرى للمياه بالهضاب العليا ورفع لهجته على المسؤولين وشركات الانجاز على ضرورة إنهاء أشغال المشروع قبل شهر أكتوبر من السنة الجارية، وأي تأخر ستنجم عنه عقوبات قاسية والمسؤول الأول هو شركات الانجاز التي تلقت انتقادات لاذعة من طرف الوزير الذي رفض أن يحدث تأجيل في تاريخ استلام المشروع هذه المرة مهما كانت الظروف، كما كشف نسيب عن تبني وزارته مخطط عمل استثنائي خاص بفصل الصيف وشهر رمضان بصفة اخص والذي سيمكن -حسبه- من القضاء على أزمة العطش في هذه الفترة، وبالتالي وضع حد للاضطرابات التي تشهدها العديد من ولايات الوطن خلال الموسم الجاري، مشروع التحويلات الكبرى أو كما يسمى ب"مشروع القرن" والذي وضع حجر أساسه رئيس الجمهورية قبل أزيد من أربع سنوات، وكان مقررا في دفاتر الشروط أن يسلم قبل انقضاء سنة 2013، لكن ذلك تأجل لأسباب تبقى مجهولة ..؟ المشروع كان محور الزيارة التي قادت وزير الموارد المائية إلى عاصمة الهضاب العليا، ومن بعدها إلى جيجل قصد وضعه في محمل الجد وتقديم تعليمات صارمة عن قرب لتسليمه في اقرب الآجال، وكشف الوزير في عين المكان أن المشروع سيمكن من تحويل أزيد من 300 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب من جيجل و بجاية إلى سطيف، وهي الكمية التي تغطي احتياجات أكثر من 1.5 مليون نسمة، بالإضافة إلى سقي أزيد من 40 ألف هكتار من المساحات الفلاحية، وقد عرج الوزير عن المشاكل الفنية التي تواجه هذا المشروع سيما في شطريه "تابلاط - ذراع الديس"، على مسافة 14 كلم و"خراطة-الموان"، والتي هي حاليا تحت المعالجة الخاصة و لن تؤثر حسب الوزير في سير الأشغال مستقبلا وبالتالي لا عذر لكل الأطراف المسؤولة في حال تسجيل تأخر جديد. هذا وقد عاين نسيب العديد من المشاريع بعاصمة الهضاب العليا قبل أن يتنقل إلى ولاية جيجل لمواصلة الزيارة، فقد وقف على أشغال محطة الضخ بمنطقة ذراع القائد المتواجدة بين ولايتي سطيفوبجاية، أين ابدى تذمره الشديد بسبب تأخر الأشغال، في حين ثمن مشروع اعادة تهيئة شبكة المياه لمدينة سطيف، وهي العملية ستمس أزيد من 13 حي برصد غلاف مالي يفوق 2.2 مليار دينار وكذا معاينة مشروع تأهيل قناة الجر ببني وسطيف شمال الولاية، والتي ستكون على مسافة 17 كلم، مؤكدا في الوقت ذاته القضاء على أزمة عطش بالمنطقة الشمالية التي تضم ازيد من 20 بلدية.