أكد أمس، رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أن الضغط السياسي والظروف الاقتصادية الحالية في الجزائر، ”ستتضافر من أجل جعل النظام يقبل في وقت من الأوقات بالحوار للانتقال الديمقراطي، وإذا لم يفعل ذلك، فإنه سيتسبب في انهيار الجزائر، وعندئذ ستكون للمعارضة قدرة كبيرة على احتواء الوضع ومنع الجزائر من الانهيار أو الانتقال إلى المجهول”. وانتقد عبد الرزاق مقري، الأوضاع السياسية في البلاد، وقال إن النظام يعيش أوضاعا استثنائية غير مسبوقة، مشيرا إلى تأثير الانتخابات الرئاسية الأخيرة نسبيا في موازين القوى، حيث أظهرت عزلة كبيرة للنظام من حيث قدرته التقليدية على احتواء الطبقة السياسية والتأثير فيها وتسييرها وفق مشاريعه، وتابع أن المعارضة استطاعت الاجتماع في ندوة الانتقال الديمقراطي التي قال الجميع عنها إنها ندوة تاريخية، في الوقت الذي عجز أحمد أو يحيى، المكلف بتسيير مشاورات تعديل الدستور، عن استقطاب القوى السياسية. ورغم أهمية ما حققته المعارضة من تغيير في ميزان القوى، الا أن ذلك لا يعتبر أمرا حاسما، لكنه خطوة مهمة وأساسية نحو التغيير والإصلاح. وأضاف مقري، في حوار مع ”الجزيرة.نت”، أن هناك تفككا في بنية النظام وعدم انسجام بين أجنحته، وانتشارا واسعا للفساد بات مؤثرا على القرار السياسي، لافتا إلى أنه تم إنفاق 700 مليار دولار، على مدى 15 سنة، دون تحقيق تنمية اقتصادية، وبقيت الجزائر مرتبطة بالمحروقات البترولية والغاز، ما دفع إلى يبحث عن بدائل، فدخلت السلطة في مغامرة الغاز الصخري. وفي اعتقاد زعيم حمس، أن تضافر جهود المعارضة مع هذه الظروف الموضوعية سيعطي فرصة للتغيير، وهو ”تغيير نعمل على أن يتم من خلال انتقال ديمقراطي متفاوض عليه، لأن استعمال الشارع للثورة على النظام ليس منهجنا ولا منهج الطبقة السياسية بمجملها”، وفق قول مقري، الذي رأى أن التيار الإسلامي في الجزائر، يتطور بشكل كبير، خاصة وانه يقوده تيار الوسطية والاعتدال. وفي سياق التطورات الحاصلة في المنطقة، قال مقري، أن الوضع في ليبيا خطير جدا، بسبب انتشار السلاح واحتمال ظهور فوضى قد تهدد الأمن والسلم والاستقرار بالمنطقة وخاصة الجزائر، مبينا أنه على الليبيين عموما والإسلاميين خصوصا، أن يستفيدوا من تجارب إخوانهم في الحركات الإسلامية بالمغرب العربي التي تقدمت خطوات كبيرة جدا في فهم وإدراك حقائق الأرض والأوضاع الإقليمية والدولية، واستيعاب مسألة التمكين. و تابع رئيس حمس بخصوص ما يسمى بالربيع العربي، أنه ”أعتقد أن المكسب الأكبر من ثورات الربيع العربي ليس صعود الإسلاميين بل هو الحرية، أما صعود الإسلاميين فهو تجربة من التجارب سيستفيد الإسلاميون منها، ويقومون بمراجعات فكرية ولمقارباتهم لمفهوم الحكم وعلاقتهم بالآخرين”، معبرا عن أسفه لأن تكون أول زيارة خارجية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد انتخابه للجزائر، بلد الشهداء والمقاومة والحرية.