مقري يعترف بأزمة التيار الإسلامي في الجزائر علن رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري عن إطلاق مشاورات ثانية مع أحزاب سياسية بعد تلك التي ضمت أحزاب جبهة العدالة والتنمية و التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية والتغيير إلى جانب شركائه في تكتل الجزائر الخضراء. و قال مقري في خطاب طويل له في اجتماع مجلس شورى الحركة أمس بالعاصمة ، أنه بصدد "إجراء سلسلة المشاورات الثانية المقرر إكمالها قبل متم شهر رمضان. و رفض رئيس حمس الكشف عن مضمون تلك المشاورات التي قدم فيها لمحاوريه مبادرته المسماة"ميثاق الإصلاح السياسي"، مشيرا انه سيكشف في أواخر الشهر نتائج المشاورات ومواقف الأحزاب والقوى السياسية من المبادرة، قبل العودة الى مؤسسات الحركة لاتخاذ الموقف أي مواصلة العمل الجماعي أو العمل منفردة ، أي تقديم مرشح مستقل للانتخابات الرئاسية. و اعتبر مقري أن مبادرته ليست من أجل الترف السياسي، بل فرضها الواقع كون الجزائر "تعيش أزمات حقيقية وتطورات مقلقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية". و تحدث عن "الفراغ الرهيب في الساحة السياسية"في ظل سلطة "تتعامل بتوتر كبير وردود أفعال سلبية في سياساتها الداخلية والخارجية تجاه هذه التطورات خصوصا في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي داخليا، والمواقف من القوى الدولية وتطورات العالم العربي خارجيا". وأشار إلى أزمات تعانيها الطبقة السياسية وحدوث تغيرات كبيرة في المنظومة القيادية للأحزاب العلمانية وفي خطابها و تموقعها، و أقر في تحليله بأزمة خاصة تعانيها الأحزاب الإسلامية التي " لا تزال تعيش حالة التفرق رغم محاولات التقارب التي لم تتجاوز مستوى التناول الإعلامي إلى حد الآن".و كرر مقري رفض حزبه اللجوء إلى المادة 88 من الدستور الخاصة بإعلان الشغور، ودعا بالمناسبة بالشفاء والسلامة التامة للرئيس الجمهورية، معبرا عن سعادته برجوعه، مضيفا "أخلاقنا وحياؤنا لا يسمح لنا أن ندخل في الجدال القائم حول صحته احتراما لإنسانيته وأهله، ولا نملك أن نتحدث عن المادة 88 من الدستور لأننا لا نعرف وضعه الصحي ولا نملك الصلاحية و الكفاءة لنحقق في ذلك سوى أن نطالب بالشفافية. و أطلق مقري سلسلة من الأسئلة : هل الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون حرة ونزيهة بغض النظر من يتوج على إثرها؟ هل ستكون فرصة للإصلاح والتغيير؟ هل ستكون خطوة لفتح الآفاق السياسية لتحقيق الانتقال الديموقرطي السلس الذي يحفظنا مما حدث ويحدث في بلاد عربية شقيقة من صراع مرير تضيع فيه الأوطان وتبدد مقدرات الأمة ويفرح به أعداؤنا وعلى رأسهم الصهاينة وقوى الاستعمار المتجبرون؟ . وقدم مقري صورة متشائمة للواقع الجزائري على المستوى الاقتصادي و استدل على ذلك بتفاقم حجم الاستيراد بالذي بلغ 60 مليار دولار، في حين أن أحسن احتمالات قيمة المداخيل في نهاية 2013 ستكون 70 مليار دولار مما يؤذن بمخاطر حقيقية في التوازنات المالية، كما تحدثت عن انتشار الاحتجاجات الاجتماعية. و قال من خلال المؤشرات الاقتصادية سيصعب رفع الأجور بشكل كاف وشامل.وعرج بعد ذلك على الوضع الدولي وخصوصا سوريا منددا بتنحية محمد مرسي من الحكم في مصر ، معتبرا الأمر عقد الأوضاع وجعل الأفق السياسي في العالمين العربي والإسلامي ، وطالب الحكومة الجزائرية لتكون وفية لميثاق الاتحاد الإفريقي وتدين الانقلاب العسكري بشكل واضح وبين وأن تطرد السفير المصري المنحاز للانقلاب والذي قام بإهانة الجزائر ومؤسساتها في إشارة إلى ما نقل عن السفير الحالي قبل أسبوع بخصوص وجود فوراق بين الوضع بين البلدين.وفي شان داخلي بالحركة أعلن مقري عن عملية إعادة هيكلة جديدة للحزب،على المستوى المحلي و المنتظر أن تؤدي إلى تغييرات في تركيبة مجلس الشورى.