عبّرت حركتا النهضة والإصلاح الوطني عن رضاهما بفوز الدكتور عبد الرزاق مقري، برئاسة حركة مجتمع السلم، نظرا لمواقفه الداعمة لفكرة ”تحالف التيار الإسلامي وضرورة تطوير آليات تكتل الجزائري الخضراء بما يخدم المعارضة الإسلامية”، التي تبحث عن موقع أقوى في الجزائر بعد انسحاب حركة الراحل نحناح من التحالف الرئاسي. ّ حركة النهضة بانتخاب الدكتور عبد الرزاق مقري على رأس حمس خلفا لأبو جرة سلطاني، لأن كاريزما النائب السابق لرئيس الحركة تجعله قادرا على إعطاء دفع قوي للحركة، التي تضررت كثيرا بعد تبينها خيار المشاركة في الحكومة والانسحاب منها في ما بعد، تجاوبا مع المتغيرات الإقليمية التي عرفها التيار الإسلامي في العالم العربي جراء ما يعرف بثورات الربيع العربي. وأضافت المصادر ذاتها التي رفضت الكشف عن هويتها بحجة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للحركة، أنها كانت متخوفة كثيرا من صعود رئيس مجلس الشورى السابق عبد الرحمن سعيدي لأن الأخير غير متحمس للتكتل الأخضر ولم يرغب في دخول التشريعيات والمحليات الماضية بقوائم موحدة، لأن الشريكين غير قادرين على تقديم الإضافة لحمس من كل النواحي. من جهتها، اعترفت حركة الإصلاح الوطني بالدور الكبير الذي لعبه عبد الرزاق مقري في ترسيم التكتل الأخضر ورغبته في لم شمل التيار الإسلامي وإصراره على ضرورة القطيعة مع السلطة، والأهم أنه ظل متمسكا بمبادئه حتى وإن كانت مصادرنا تخشى نوعا من حدته وتعصبه، وهو المعروف بصرامته وابتعاده المفرط عن الدبلوماسية في أمور تقتضي بعض الليونة. وذكرت مصادرنا بتنظيم جهيد يونسي، أن التحالف الإسلامي سيكون أقوى بعبد الرزاق مقري، الذي دافع عن التكتل الأخضر في عديد المرات عندما كانت بعض القيادات من الحركة تنادي بضرورة فكه، خاصة بعد النتائج غير الإيجابية في الاستحقاقات الماضية. وأشارت مصادرنا، إلى أن الحديث عن القيادة الجديدة لحمس لا ينبغي أن يكون حديثا عن شخصين متنافسين بل عن توجهين مختلفين جذريا، واحد يؤمن حد الثمالة بالقطيعة مع السلطة، وآخر يفضل سياسية المصلحة والتكيف مع الواقع الراهن، غير أن المتحدث ذاته رفض أن يعتبر فوز عبد الرزاق مقري قطيعة مع سياسة مؤسس الحركة، لأن الظروف التي فكر فيها الراحل نحناح بدخول السلطة كانت قهرية تتعلق بوجود الدولة ككل أيام المأساة الوطنية، أما الآن فالوضع تغير ولا بد من العودة إلى المعارضة المكان الطبيعي للحركة.