يطير الوزير الأول، عبد المالك سلال، اليوم، إلى ولاية باتنة في زيارة عمل وتفقد يدشن خلالها عدة مشاريع، لتجاوز حالة التشنج مع سكان المنطقة بعد الاستثمار السياسي لمزحته الشهيرة عشية انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل الماضي، التي اضطر حينها لإلغاء تجمع شعبي كان ينوي أن يختتم به الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة. ربط باتنة بسد بني هارون والقضاء نهائيا على مشكل المياه ب1.7 مليون متر مكعب في الشهر ينهي الوزير الأول عبد المالك سلال ومدير حملة الرئيس بوتفليقة، اليوم، حالة الجدل السياسي، وأنه وزير أول لكل الجزائريين إثر الأبعاد التي أخذتها مزحته الشهيرة في حق الشاوية، وصلت إلى درجة تصريحات البعض بأن المنطقة برمتها محرمة على الوزير الأول بسبب استهزائه بسكان المنطقة، بعد أن نقلت إحدى القنوات الخاصة كواليس دردشته مع صديقه السيناتور إبراهيم بولحية. وحاول سلال حينها احتواء الوضع والاعتذار، مؤكدا أن الأمر مجرد مزحة، لأنه ابن كل الجزائر ولا مكان لمنطق الجهوية، وطار حينها الوزير الأول بالنيابة يوسف يوسفي وزير الداخلية لشرح الأمر لأعيان المنطقة لكن الأمر لم يمر بردا وسلاما على سلال الذي اضطر إلى إلغاء تجمعه الشعبي وناب عنه بالولاية وكلاء آخرون، لتجاوز تفاقم الأمور ومزيد من التعقيد بعد خروج مواطني المنطقة في مسيرات حاشدة، لاسيما بعد ما حدث في ولاية تيزي وزو. وأكدت مصادر من ولاية باتنة ل”الفجر” في ردها على سؤال الفجر، حول هل نسي الباتنيون المزحة أم لا وهل استقبال سلال باحتجاجات وارد، أن الأمر مستبعد، خاصة وأن الزيارة تتزامن مع شهر الصيام الغرض منها تدشين مشاريع لصالح الولاية ولا تتعلق بحملة انتخابية، لافتا إلى أن السلطات المحلية اتخذت كل التدابير الأمنية لمواجهة أي طارئ. ويشرف الوزير الأول في زيارته الثانية لولاية باتنة، في ظرف عام واحد بعد إلغاء زيارة الوزير الأول بالنيابة يوسف يوسفي خلال الحملة الانتخابية، رفقة وفد وزاري هام على تدشين ثلاثة مشاريع يتصدرها ربط سد كدية المدور بالقرب من تيمڤاد بالمنشأة الضخمة لسد بني هارون، وسيستقبل سد كدية المدور الذي يخزن في الوقت الحالي احتياطي بأكثر من 21 مليون متر مكعب في وقت لاحق، في إطار نظام بني هارون، أكثر من 1.7 مليون متر مكعب في الشهر، ما سيسمح بتلبية احتياجات الولاية بأكملها في مجال مياه الشرب”. ويعد تدشين مشروع القرن مكسبا كبيرا للولاية بعد تأخر عن الآجال القانونية للتسليم. وفي قطاع السكن يدشن الوزير الأول القطب الحضري الجديد ”حملة 3” الذي يضم صيغا سكنية مختلفة، كما سيسلم مفاتيح شقق في عملية رمزية، لعدد من المواطنين المستفيدين من صيغة السكن الاجتماعي الإيجاري قبل أن يعاين بذات الموقع مشروع 100 سكن اجتماعي تساهمي، أما في قطاع الأشغال العمومية فسيتم تدشين الطريق الرابط بين باتنة والطريق السيار شرق-غرب، كما سيدشن المحول الشمالي للولاية الرابط بين باتنة وشلغوم العيد. وفي قطاع الصحة، سيعطي سلال شارة انطلاق العمل بمركز مكافحة السرطان للعلاج بالأشعة لأول مريض بهذه المؤسسة الجديدة ذات البعد الجهوي.