اشتكى سكان منطقة بوالصوف من مشكل النقل الذي أصبح ينغص عليهم حياتهم، على غرار باقي أحياء مدينة قسنطينة التي تعاني هي الأخرى من مشكل النقل بسبب المشاريع التي استفادت منها الولاية في إطار عاصمة الثقافة العربية. خلفت هذه المشاريع أزمة نقل حادة لسكان المنطقة الذين عبّروا عن استيائهم الكبير بسبب غطرسة أصحاب السيارات الصفراء، حيث اشتكوا من صعوبة الالتحاق بعملهم، لاسيما وسط المدينة، ما سيشكل طوابير لامتناهية عند موقف السيارات، حيث صرح أحد موطني حي بوالصوف أن السكان يعانون منذ مدة طويلة من مشاكل عديدة تتجلى في النقل بالدرجة الأولى، والتي حولت مفترق الطرق بالحي إلى مكان يتصارع فيه السكان فقط من أجل إيجاد وسيلة نقل تمكنهم من الوصول إلى أماكن عملهم، إذ أصبح من المعتاد مشاهدة طوابير يشكلها سكان المنطقة من مختلف الشرائح الاجتماعية، يبحثون عن وسائل نقل تكون أيسر وبأسعار مقبولة من سيارات الأجرة، حيث اشتكى سكان الحي عن رفض سائق الأجرة نقلهم إلى وسط المدينة تحت حجة ”أزمة السير” وكذا ضغط الطريق، ناهيك عن ضعف مدخولهم اليومي، الأمر الذي دفعهم إلى اعتماد الأجرة الكاملة بدل الأجرة الفردية. لهذا ارتفعت قيمة ما يسمى ”الكورسة” من أجل الكسب السريع. وفي حديث لعدد من السكان الذين أكدوا أن هذا المشكل قد طغى على الوضع منذ مدة نتيجة الاختناق الذي تشهده مدينة قسنطينة في الآونة الأخيرة، حيث أصبح أصحاب سيارات الأجرة يتحججون بحجج واهية لا معنى لها من بينها الطرق المتهرئة، انعدام التهيئة الحضرية.. إلخ لكي يصلوا إلى مبتغاهم في تحقيق الربح السريع على حساب المواطنين. كما يوجد عدد من سائقي الأجرة يعملون على ركن سياراتهم في موقفها المعتاد لكن يرفضون التنقل إلى وسط المدينة، حتى يتسنى لهم إيجاد زبون يدفعه الأمر إلى طلب سعر خيالي، ليبقى السكان القاطنون بحي بوالصوف. وفي ظل هذا الوضع يعانون إلى غاية تحرك السلطات المعنية من أجل إيجاد حل لهذا المشكل الذي أصبح ينغص على حياة السكان، خاصة في ظل رفضهم لفكرة اعتماد حافلات النقل الخاصة التابعة للقطاع الخاص كون الأخيرة تعاني مأساة أخرى. وكان مدير النقل قد أكد، في تصريحات سابقة، أن هناك مخططا لتنظيم حركة المرور، غير أن الواقع يقر عكس ذلك ويبقى الاختناق المروري الهاجس اليومي للسائقين والمواطنين عموما. ليفشل ذلك بذلك هذا المخطط وتفشل معها سياسة المديرية.