تحدث رئيس فريق اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي في هذا الحوار عن عدة أشياء تتعلق بمشوار الخضر في مونديال البرازيل وكذا تعليقه على رحيل المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش وعن جوانب أخرى تتعلق بفريقه اتحاد الشاوية يبرزها في هذا الحوار. هل من كلمة عن حال المنتخب الوطني اليوم ؟ يجب التأكيد على أن المنتخب الوطني وصل للتألق بفضل التسيير المحترف للفاف التي وضعته على السكة الصحيحة وجعلتنا نتقدم بخطوات سريعة وهنا أود إضافة شيء آخر... ما هو...؟ صراحة منتخبات مثل نيجيريا، الكاميرون وكوت ديفوار أحسن منا فنيا لكننا تجاوزناهم لأننا أحسن منهم تنظيميا وهذا بفضل صرامة الفاف التي وفرت كل سبل النجاح للخضر. هذا الكلام يفند ما قاله حاليلوزيتش الذي صرح بأنه صانع تألق الخضر ؟ ما قاله حاليلوزيتش بالنسبة لي مجرد هراء وتأكيد على أنانية ومرض شخص لا يقر بالخير وصراحة ”عيب عليه” أن يتحدث عنا بهذه الطريقة لأنه قد استفاد منا أكثر مما أفادنا بكثير... تبدو غاضبا من المدرب السابق للخضر ؟ حاليوزيتش حسب رأيي مدرب مثير للمشاكل، فكلما هدأت الأمور إلا وخلق زوبعة ولو من فراغ، أي بطرق مجانية، وصراحة لولا إرادة اللاعبين وإصرارهم على التألق في مونديال البرازيل لما نجحنا بالبرازيل. كيف تقيم مشوار الخضر في المونديال الأخير؟ خسارتنا ضد بلجيكا سببها الدور السلبي للناخب الوطني الذي أحبط معنويات لاعبينا بتصريحاته الانهزامية والتي قابلها تكبير للمنتخب البلجيكي الذي حوله لآلة لحصد الألقاب وأغلق في وجوهنا كل أبواب الأمل، ما جعلنا ننهزم، ومن حسن الحظ فقد كانت هذه بمثابة الضارة النافعة لكون مسؤولي الفاف تدخلوا بقوة ونزعوا منه صلاحياته، وهو ما أثمر بفوز برباعية غير مسبوقة ضد كوريا الجنوبية وبعده تعادل بطعم الفوز أمام روسيا ثم خسارة منطقية أمام الماكينات الألمانية... ألا ترى بأنك قد قزمت دور حليلوزيتش كثيرا؟ لا...بالعكس فهو من قزم مشاركتنا وجعلنا نكتفي بالدور ثمن النهائي لأنه لولا تخوفه وعدم ثقته في لاعبيه لكنا قد أنهينا الدور الأول ونحن في صدارة مجموعتنا وبالتالي كنا سنتفادى العملاق الألماني وهنا كانت الأمور ستتغير كثيرا... هل أنت مع من ادعوا أن الخضر قد أضاعوا فرصة الوصول لنهائي كأس العالم ؟ من تحدث عن وصولنا للدور النهائي لا يفقه شيئا في كرة القدم وأقول له يجب أن نحمد الله على أننا خرجنا من المحفل العالمي برأس مرفوع. وماذا تقول عن إصرار حاليلوزيتش على الرحيل ؟ إنه أحسن قرار اتخذه... وأنا لا أتأسف على رحيله الذي كان يجب أن يكون لكونه مدربا متعجرفا وتنكر للبلد الذي منحه فرصة اكتشاف كأس العالم ولم تذقه مرارة الهوان الذي تعرض له عندما كان مدربا لفيلة كوت ديفوار، ومن حسن الحظ أن الفاف تفطنت له وقلصت صلاحياته في الوقت المناسب بعد أن تأكدت في مونديال البرازيل بأنه شخص سلبي. وهل تعرف شيئا عن خليفته غوركوف...؟ في كل الحالات لن يكون أسوأ من حليلوزيتش، وحسب ما قرأت له فهو مدرب ديبلوماسي بدليل أنه طلب من البداية التفاف الجميع حول المنتخب لإدراك النجاح... وهل تعتقد أنه قادر على قيادة الخضر لبر الأمان...؟ لم لا... خاصة مع توفر كل معطيات النجاح في بيت الخضر وامتلاكنا لخزان من المواهب لكن... لكن ماذا...؟ أعتقد أن بريق الخضر سيزداد لمعانا لو ننجح في صناعة لاعبين من بطولتنا التي فيها مواهب تبحث عمن يصقلها، وأعتقد أن الحل لتطور أنديتنا هي اعتمادها على مدربين أجانب لهم من الحنكة ما يجعلها تتخلص من التحرك ببطء، ووقتها ستنجب لاعبين أقوياء وأيضا سنتمكن من الذهاب بعيدا في المنافسات الدولية وليس الاكتفاء بالأدوار الثانوية كما يحصل لنا الآن... إذا تحدثنا عن فريقك هناك إجماع على أن الشاوية أضاعت صعودا في المتناول الموسم الماضي...ما رأيك ؟ بالفعل لقد كان بإمكاننا الصعود لولا اجتماع الأضداد ضدنا من كواليس، تحكيم، نقص الإمكانات المادية...وسوء الحظ لكن ما يجب التأكيد عليه هو أننا لم نضع في بداية الموسم الصعود كهدف وبالتالي فقد أدينا موسما مشرفا سيساعدنا على أن نكون الموسم القادم في مستوى أحسن... وكيف ترى تحضيراتك فريقك حتى الآن قبيل الموسم الجديد ؟ يمكن القول أننا نملك مجموعة أقوى من التي كانت الموسم الماضي وهذا بعد أن عززنا الفريق بعناصر ذات إمكانات هائلة وتريد قول كلمتها... تبدو متفائلا جدا... أنا جد متفائل لثقتي الكبيرة في المجموعة التي يتكون منها فريقي حاليا، حيث لدينا شبان صغار بطموح كبير جدا ما يجعلني أجزم بأننا جاهزون للمراهنة على الصعود لأنه حسب المواجهات الودية الثلاث التي لعبناها في تربص عين دراهم ورغم خسارتنا ضد الكاب بهدف نظيف ثم تعادلنا أمام المدية بهدف لمثله وخسارة ضد الحراش بهدف دون رد وبغض النظر عن النتائج، فإن الفريق خرج بفوائد كبيرة من هذه المواجهات حيث كان المستوى العام للفريق في تقدم ملحوظ. وكيف هي أحوال الفريق المادية...؟ من ناحية الأموال الأمور عسيرة ومستعصية جدا لدرجة أحس أحيانا أننا فريق أجنبي ولا يحق لنا الاستفادة من إعانات السلطات أو الحصول على سبونسور من مختلف الشركات فكل الأبواب موصدة والحل لا يبدو غدا... لكن في غياب الأموال كيف ستتمكنون من اللعب على الصعود ؟ سنعوض غياب الأموال بالإرادة لأني انتقيت لاعبين ”أولاد فاميليا” لا يلعبون على الأموال ولن يضغطوا على الإدارة لأجل هذا الجانب وثقتي كبيرة فيهم لثقتهم في شخصي لأنهم يدركون أنني لن أبخلهم بأي شيء وما عليهم سوى العمل... لماذا تسند العارضة الفنية دوما لطاقم أجنبي...؟ أفضل دوما العمل مع المدربين الأجانب لأنني أرفض التعامل مع مدربين تحكمهم العواطف، كما أن الأجانب يعملون بطرق حديثة وعصرية ومواكبة لتطور الكرة العالمية عكس مدربينا المحليين الذين مازالوا يريدون تسيير الأمور بالطرق البدائية، ولهذا أنا لا أعترف سوى بخبرة ودهاء المرحوم كرمالي... نفهم من كلامك أن المرحوم برحيله لم يبق أي مدرب صالح في الجزائر ؟ هذه حقيقة لا يختلف فيها اثنان وعلى مدربينا أن يكفوا عن الكلام والعمل على تطوير مؤهلاتهم لأنهم بألسنتهم ينافسون مدربي أكبر المنتخبات والأندية، لكن ميدانيا فالكثير منهم يجهل كيف يقوم بالحركات التسخينية للاعبين، لكل هذه الأسباب أنا أنزع قبعة الاحترام فقط لكرمالي الذي كون أجيالا من اللاعبين وحتى المدربين لأنه خلال فترة عمله معنا في الشاوية صنع مواسة وشارف... وغيرهما... ألا تعتبر هذا التصريح إنقاصا في حق المدربين الجزائريين ؟ الحقيقة قد تجرح لكنها تداوي أيضا فنحن لدينا مدربون قادرون على الذهاب بعيدا لكن للأسف لا يتم تطويرهم وإعادة ركسلتهم، بل مازال مستواهم يراوح مكانه وتناسوا أن كرة القدم أصبحت علما قائما بذاته، وهنا أشدد على ضرورة فتح المجال للمدربين الأجانب لمواكبة تطور الكرة العالمية وهنا أود التأكيد على شيء هام... تفضل... لو كان لدينا مدربون في المستوى لما لجأت الفاف لاستيراد مدربين من الخارج، فهذا تأكيد على أن مدربينا بحاجة لتطوير إمكانياتهم وتفادي الغلق على أنفسهم وهذا للالتحاق بالركب الحضاري... عندما صعدتم في الموسم ما قبل الماضي للرابطة المحترفة الثانية قال مراد سلاطني مدرب الحمراء أن الشاوية صعدت بفضل كواليس رئيسها... ما ردك ؟ لا أبدا... فريقنا كان أقوى من الجميع بدليل أننا أنهينا البطولة بفارق مريح من النقاط فضلا على أننا كنا نملك أحسن هجوم وأحسن دفاع وأحسن هداف، وأكثر من ذلك فزنا بجائزة الروح الرياضية وهذا دليل على أننا لم نسرق الصعود. نفهم من كلامك أن ياحي أضحى بعيدا عن الكواليس...؟ أصلا ليس لدينا الإمكانات للعب الكواليس التي تحتاج لأموال ضخمة ونحن نسير الأمور بميزانية محدودة جدا... ما تفسيرك لحج الأندية الجزائرية إلى تونس لإقامة تربصاتها ؟ هذا أمر منطقي فلو كانت لدينا مراكز في المستوى لكنا قد تربصنا ببلادنا لكن للأسف الأمور عندنا تسيطر عليها العشوائية ما جعلنا نتقدم بخطوة للأمام وخطوتين للخلف... هل من توضيح أكثر...؟ لا يخفى على أحد أن إمكانيات الدولة التونسية ضئيلة جدا خاصة لو قارناها بما أنعم به الله على الجزائر، لكنهم تمكنوا بفضل تغليب الحكمة والعقل على بناء عدة مراكز تحضيرية بمقاييس عالمية بينما نحن نعاني من أزمة تواجد ملاعب لائقة، فقد أصبحنا ننزع الأرضيات المعشوشبة طبيعيا ونغيرها بالطارطون ونهتم فقط بالأكابر، أما القاعدة التي هي الأساس ففي بعض المناطق الصغار يتدربون على أضواء السيارات فهل هناك أسوأ من هذا... وما السبب حسب رأيك في وصولنا لهذه الوضعية...؟ الاعتماد على سياسة البريكولاج واللجوء في كل مرة للترقيع أوصلنا إلى الهاوية، كما أننا نحب ”الشطيح والرديح” وولائم الشواء على حساب الإنجازات، فما تم صرفه في تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية فقط كان كافيا لبناء عدة مراكز تحضيرية... هل من كلمة أخيرة...؟ أشكركم على هذه الاستضافة وكلمتي الأخيرة هي تهنئة العيد لكل الجزائريين، العرب والمسلمين عامة ولو أن عيد هذا العام كله آلام بسبب ما يحدث لإخواننا في غزة الذي أعتبره وصمة عار في جبين كل عربي، ودعواتنا لهم باستعادة الاستقرار.