رغم أنّه بدا ديبلوماسيا في إجاباته إلا أنّ فرڤاني فتح كل الملفات، قال رأيه في حاليلوزيتش وخياراته وغضب كثيرا من نوبيلو، انتقد سعدان ورفعه عاليا، نصح بن شيخة ولم يقلل من قيمة قريشي، لم يظهر حاقدا على روراوة وأراد توضيح موقفه للطرش، دافع في حواره هذا عن جابو، جبور، عبدون وبودبوز، واستغرب من الجري وراء بلفوضيل، فرڤاني وطوال ساعتين من الحديث كان منزعجا من اسم واحد فقط ذكرناه أمامه وهو ناصر بويش لدرجة أنّه رفض ترديد اسمه… كل هذه المواقف تعرفون تفاصيلها في هذا الحوار مع أحد عمالقة الزمن الجميل لكرة القدم الجزائرية.. غبت طويلا لتظهر هذا الموسم مدربا لشباب باتنة، كيف حدث ذلك؟ لا لم أغب طويلا، فقط لمدة سنتين كنت فيهما عضوا في المكتب الفيدرالي، وكان من المفروض أن تستمر هذه العهدة لأربع سنوات، ولكنّي قررت الاستقالة بعد ما حدث بخصوص إشرافي على المنتخب المحلي، وقد فضّلت في تلك الفترة الابتعاد قليلا عن الميدان، ولكنّ كان من الصعب أن أبقى كذلك وأنا الذي دخلت عالم كرة القدّم سنة 1966. هل الكاب كان فقط بوابتك للعودة إلى عالم التدريب؟ الكثيرين لم يكونوا يعلمون برغبتي في العودة إلى التدريب ولكن قبولي الإشراف على المنتخب المحلي كان إشارة لكل الفرق والمناجرة بأنّ اسم فرڤاني متواجد في السوق كما يقال، وبالفعل بعد إلغاء الاتفاق الذي كان بيني وبين الاتحادية على المنتخب المحلي اتصل بي أحد المناجرة في نهاية شهر جويلية الماضي وقدّم لي عرضا لأكون مديرا فنيا لشباب باتنة وقد رحبت بالفكرة، خاصة أنّ الكرة الجزائرية دخلت عالم الاحتراف، ومع ذلك فإنّ الاتفاق تأخر قليلا، وهنا أريد أن أتوقف للحديث عن موضوع مرتبط بالتحاقي بالكاب… تفضّل… خلال تلك الفترة التي كانت بين اتفاقي مع إدارة الكاب وتوقيعي للعقد كمدير فني للفريق، عرفت أنّ هناك أخبار وصلت المدرب لطرش مفادها أنني سآخذ مكانه كمدرب للفريق، وباعتبار أنّه زميل وسبق أن لعبنا ضد بعض أكثر من مرة فقد اتصلت به، وأكدت له أنّي لن آت إلى باتنة لأخذ مكانه، فأنا مدير فني وهو مدرب، وقلت له بالحرف الواحد: "إذا أردت أخذ رأيي في أي موضوع متعلق بالفريق فأنا موجود، وإذا رأيت عكس ذلك فأنت حر، وأكثر من ذلك أني لن أحضر حتى تدريبات فريق الأكابر"، فقد كنت صريحا وواضحا معه، ورغم ذلك بقي كلام كثير يثار حول هذه النقطة، وأؤكد لك أنّه طوال تلك الفترة لم أتحدث في هذا الأمر إلا مرة واحدة، حيث رأيت أنّه من الضروري أن أدافع عن نفسي أمام الرأي العام. مما قيل في ذاك الوقت، أنّ والي ولاية باتنة هو الذي فرضك على إدارة الكاب بحكم علاقة شخصية بينكما؟ لا أملك أي صلة قرابة تربطني بوالي باتنة، كما أنّ اسم فرڤاني وتاريخه لا يضعانه في هذا الموضع، فأنا أعرف كل ولاة الجمهورية وعلاقتي بهم جيدة، وجئت إلى باتنة بنية صافية وبعد عرض من إدارة الفريق، وأعيد وأكرر أننّي جئت في منصب مدير فني والأيام أعطتني الحق، فقد ذهب لطرش ولكن فرڤاني لم يكن هو البديل، حيث جاء بوعراطة وبعده روابح، كما أنّي أمضيت عقدي في منصب مدير فني يوم 5 سبتمبر أي بعد ذهاب لطرش، ولكن لما ساءت الأمور أكثر وذهاب روابح وخروج الفريق من منافسة الكأس في ملعبه أمام مولودية بجاية، قررت الإشراف على الفريق وذلك 5 أيام فقط قبل انطلاق مرحلة العودة، إذن فإذا هناك شخص اعتقد أنّي أردت أخذ مكان لطرش أقول له: "مانقبلش نأكل الحرام ومانحيش خبزة أي شخص" فقد بدأت عملي مديرا فنيا وأديته على أكمل وجه وعندما وجد الفريق نفسه دون مدرب كان من واجبي ملء هذا المكان لمصلحة الكاب أولا. لماذا انتظرت 3 أشهر كاملة بعد اتفاقك مع روراوة على تدريب المنتخب المحلي لتعلن استقالتك؟ لقد اتفقت مع روراوة على كل شيء وتم عرض الأمر على المكتب الفيدرالي، أي أنّه لم يبق إلا مباشرة العمل، ولكن بعد دورتين للمكتب الفيدرالي بدأت أتساءل عن التأخر، فطلبت استفسارات من رئيس الفاف ولكنّي وجدت أنّه يرى الوقت مبكرا والمدرب حاليلوزيتش يقوم بتربصات دورية للاعبين المحليين، ولكنّي لم أقبل هذا العذر، ولم أجد إلا الانسحاب نهائيا من المكتب الفيدرالي الذي كنت متطوعا فيه، وأبحث عن عمل في مكان آخر.. ألم تساورك شكوك في موقف حاليلوزيتش من تعيينك مدربا للمنتخب المحلي؟ لا أدري، ولكن تحدثت مع حاليلوزيتش من قبل، ولم أجد أي إشارة لاعتراضه، كما أنّ عملي مكمل لعمله وليس عائقا ولهذا أستبعد أن يكون المدرب الوطني وراء تماطل روراوة في تأكيد الاتفاق الذي كان بيننا. كيف تلقيت خبر تعيين توفيق قريشي مدربا للمنتخب المحلي وهل تراه الأنسب؟ السؤال الذي يطرح، كيف قبل قريشي بهذه المهمة قبل شهرين فقط على مواجهة المنتخب الليبي، صحيح أنّه مدرب لم يعمل مع فرق كبيرة، ولكنّه بقبوله العرض وضع نفسه أمام مسؤولية كبيرة، لأنّه سيواجه المنتخب الليبي الأول ولقاء العودة في ليبيا وفي عز عطلة اللاعبين وفي ظل الظروف المتوترة حاليا مع الأشقاء الليبيين أعتقد أنّ الأمور ستكون صعبة جدا، ولا أحد يقبل ببعث منتخب لفترة شهرين ثم دفنه من جديد، ولهذا أنا دوما أطالب بتواجد دائم للمنتخب المحلي وبمدرب ثابت، على أساس أنّه تنتظره منافسة رسمية كل سنتين. قائمة اللاعبين التي استدعاها قريشي في أول تربص أثارت الكثير من الانتقادات، خاصة من طرف مدوار الذي رأى عدم استدعاء أي لاعب من الشلف وخاصة مسعود ظلما كبيرا؟ مسعود لاعب كبير ولكن مستواه هذا الموسم تراجع كثيرا مقارنة بما كان يقدّمه في السنوات الماضية، ولكن في الشلف هناك لاعب مميز هو غربي فهو يملك إمكانات كبيرة ولكن أعتقد أنّ الإصابات أثرت عليه كثيرا هذا الموسم، أما بخصوص قائمة قريشي فهي خياراته وفي الأول والأخير هو المسؤول عنها وهو من يحاسب في حال أي نتيجة سيئة. هل صحيح أنّه عرض عليك منصب مساعد لحاليلوزيتش ورفضت؟ لا لم يحدث هذا، ولو حدث لرفضته لأنّه من غير المعقول أن أقبل بمنصب مدرب مساعد وأنا الذي كنت المدرب الأول للمنتخب الوطني في فترة من الفترات، ولكن مدرب المنتخب المحلي كان يستهويني لأنّها تجربة مستقلة ولدي المسؤولية الكاملة عن قراراتي. بصراحة، ما كان دورك الحقيقي في المكتب الفيدرالي؟ في سنة 2009 عندما عين روراوة أعضاء مكتبه اختار ثلاثة لاعبين قدامى كان كل واحد منهم قائدا للمنتخب الوطني في فترته وهم عطوي، فرڤاني وتاسفاوت وهي فكرة جيدة ولكن بمرور الوقت وجدنا أنّ وجودنا في المكتب الفيدرالي شكلي ولهذا بعثنا برسالة إلى رورواة ممضاة من طرفنا الثلاثة نستفسر عن دورنا داخل هذا المكتب، والغريب أنّه لا نتنقل حتى مع المنتخب، وقد عبّرت عن انزعاجي من هذا الأمر وقلت لروراوة، هل هناك أمور تحدث لا تريد أن نكتشفها، والحقيقة أنا من عادتي أن أعطي رأيي في أي أمر لا يعجبني ولو من باب النصيحة، كما كان الأمر مع سعدان بعد نهائيات كأس إفريقيا 2010.. ماذا لم يعجبك في تلك الفترة؟ لقد طلبت منه أن يضع قائمة ب22 لاعبا، حيث يختار لاعبين في كل منصب، وبحكم أنّ المنتخب لعب 6 مقابلات فقد كانت له نظرة شاملة عن كل اللاعبين ليختار اللاعب الأساسي وبديله ولو بصورة مؤقتة مع إحداث تغييرات خفيفة لتجاوز أخطاء كأس إفريقيا، وكان من المفروض أن يعمل بذلك مباشرة مع نهاية المنافسة ولا ينتظر إلى لقاء صربيا، لأنّ التعديلات التي أدخلها لم تكن في وقتها. هل ترى أنّ سعدان أخطأ باستنجاده بلاعبين محترفين جدد على حساب اللاعبين المحليين الذين ساهموا في التأهل إلى المونديال؟ نعم أخطأ، فالجميع لاحظ أنّ المنتخب كان يعاني من نقص الانسجام، والمستويات التي قدّمها في لقاءاته الستة كانت متباينة ومن النقيض إلى النقيض، ولهذا كان من المفروض أن يحدث تعديلات خفيفة على المناصب التي عانى منها المنتخب في نهائيات كأس إفريقيا، وليس كل تلك التغييرات التي لم تقدّم الإضافة المطلوبة بالنظر إلى ضيق الوقت. هل كنت مع انسحاب سعدان من تدريب المنتخب؟ سعدان كان عليه الانسحاب مباشرة بعد نهاية المونديال، والمنصب المناسب له هو المديرية الفنية، لأنّه سيعمل دون ضغط ويبقي صورته متوهجة بعد أن كان حاضرا في نهائيات كأس العالم 1982، 1986 و2010، وهذه انجازات تاريخية من الصعب على أي مدرب تحقيقها، ولكن ذلك لم يحدث ولا أعرف السبب الذي جعل سعدان يواصل بعد المونديال ويضع نفسه في موضع لا يستحقه أبدا. كانت هناك انتقادات واسعة لاعتماده على جلول في الطاقم الفني، ما كان رأيك؟ لا أملك أي اعتراض على جلول، ولكن قلت وقتها لسعدان أنّه من الأفضل تدعيم الطاقم الفني لأنّ ذلك سيساعدك أكثر، خاصة بلاعبين قدامى على غرار جمال مناد، ولكنّه رفض الفكرة لأسباب لا أعلنها. هل كنت مع تعيين بن شيخة خلفا لسعدان؟ على العكس أقول أنّ بن شيخة أخطأ عندما قبل تدريب المنتخب في تلك الفترة، فقد كان بطلا في النادي الإفريقي، وحقق نتائج جيدة مع المنتخب المحلي ولكن الأمور تختلف كثيرا مع المنتخب الأول، ومع ذلك فإنّ بن شيخة لو تم تعيينه مباشرة بعد المونديال لكانت الأمور أسهل عليه، لقد أخذ المشعل في وسط الطريق ووجد نفسه يشرف على مجموعة تعوّدت على نظام معين مع سعدان، ولهذا فهو لم يختر الوقت المناسب، وأنا حسب رأيي لو واصل إشرافه على المنتخب المحلي لمدة سنتين آخرين قبل قبول تدريب المنتخب الأول لأنّه لم يكن جاهزا في تلك الفترة. بعد الرباعية قيل أنّ بن شيخة قضى على فكرة تواجد مدرب محلي على رأس الخضر، ما رأيك؟ لا أعتقد ذلك، ماذا قدّم المدرب الأجنبي للجزائر أكثر مما قدّم لها المدرب الوطني؟ أنا واثق أنّه يوجد الكثير من المدربين في الجزائر قادرين على تدريب الخضر والنجاح، خاصة إذا وفرت لهم نفس الإمكانات التي توفرها الفاف حاليا لحاليوزيتش. هل من تعليق على مشاركة منتخب أقل من 20 سنة في كأس إفريقيا الأخير؟ لقد كان الأمل كبيرا في تحقيق التأهل إلى المونديال، خاصة أن البطولة في بلادنا، ولكن الإخفاق كان كبيرا، لأنّ نوبيلو محا كل الإيجابيات التي كانت موجودة بإبعاده الكثير من اللاعبين الذين يملكون إمكانات كبيرة وأعطيك مثالا فقط أنّ ذبيح وبن دوخة من الكاب لهما الإمكانات التي تسمح لهما بالتواجد مع المنتخب رفقة الحارس متحزم، وهناك لاعبين في فرق أخرى نوبيلو كان له رأي آخر والنتيجة كانت نقطة واحدة ومستوى ضعيف. من يتحمل المسؤولية عما حدث؟ المدرب نوبيلو ومعه المديرية الفنية التي لم تلعب دورها كما يجب، تلك الدورة أكدت أنّ هناك فرقا كبيرا بين أواسطنا وأواسط المنتخبات الإفريقية الأخرى. زطشي كان أشد المنتقدين لنوبيلو وقال أنّ 8 لاعبين من بارادو كانوا يستحقون التواجد في المنتخب وكان بإمكانهم تأهيله إلى المونديال؟ لقد سمعنا الكثير عن أولئك اللاعبين الذين يلعبون دون أحذية، ولكن أين هم، لا أحد يعرف إن أصبحوا يشاركون في اللقاءات الرسمية أم مازالوا يتدربون فقط دون أحذية، كما أنّ أكابر بارادو هذا الموسم يوجدون في وضعية سيئة في ترتيب مجموعتهم، ولهذا تبقى تصريحات زطشي مجرد رد فعل وفقط. حتى حاليلوزيتش أخفق في كأس إفريقيا ولكنك مع بقائه، لماذا؟ لقد كنت على رأس أعضاء الودادية الذين طالبوا ببقاء حاليلوزيتش في منصبه، صحيح أنّه فشل بغض النظر عما يقال عن المستوى الذي قدّمه الخضر لأنّ كرة القدم نقاط وأهداف وليس تمريرات واحتفاظ بالكرة، وما جعلني أطالب ببقائه هو ضيق الوقت، حيث أنّ المدة بين كأس إفريقيا ولقاء البنين لا تتجاوز الشهر والنصف، وتنتظرنا مقابلتين أخريين في شهر جوان وعلينا أن نواجه مالي في آخر لقاء وحظوظنا ماتزال قائمة للتأهل إلى الدور الفاصل، هذه التحديات ترفض أي تغيير في هذه الفترة، ولكن إذا فشل المنتخب في هذا التحدي فما على حاليلوزيتش إلا الرحيل سواء بمحض إرادته أو بإقالته. الفشل في التأهل إلى المونديال تتحمله الفاف أيضا، ألا ترى أنّ المكتب الفيدرالي مطالب أيضا بالرحيل إذا حدث الإقصاء؟ أكيد أنّ حاليلوزيتش لا يتحمل المسؤولية لوحده فالفاف أيضا ستكون مسؤولة عن الإقصاء لو حدث، ولكن أوضح شيئا، وهو أنّ مسؤولية الفاف ليست المنتخب الأول فقط، ولكن أمامها ملفات كبيرة أخرى مسؤولة عنها وأهمها ملف الاحتراف. هل تعتقد أنّ المنتخب الحالي قادر على التأهل إلى البرازيل؟ بصراحة أنا متخوف كثيرا، فالمستوى الذي ظهر به الخضر في كأس إفريقيا الأخيرة وتوقيت مقابلتي البنين ورواندا يجعلان التشاؤم أكبر من التفاؤل، علينا أن نجمع على الأقل أربع نقاط في وقت البطولات المتوقفة وتركيز اللاعبين على الميركاتو ونواجه منافسين قويين، كل هذه المعطيات تجعل المهمة صعبة. حسب رأيك أين يكمن ضعف المنتخب الوطني؟ أعتقد أنّ ضعف المنتخب على مستوى العمل الهجومي وفي منطقة الظهير الأيمن، ومع ذلك أرى أنّ الثلاثي الجديد في لقاء البنين الأخير تايدر، براهيمي وغلام أظهر إمكانات جيدة، خاصة في وسط الميدان حتى ظهر تايدر بمستوى يجعله قادر على تقديم الدعم المطلوب منه وكذلك براهيمي، والأكيد أن بتقوية منطقة الوسط فسينعكس ذلك إيجابا على مستوى المنتخب ككل، كما أنّ هناك علامة استفهام كبيرة حول الحارس مبولحي.. هل من توضيح؟ حاليلوزيتش أكد أنّه لا يثق إطلاقا في الحارس المحلي رغم وجود زماموش، دوخة، شاوشي وكذلك سيدريك الذي تكوّن في فرنسا، ففي كل مرة يشرك مبولحي بغض النظر عن مستواه وهو الذي بقي دون فريق لفترة طويلة وهذا الأمر لم أجد له تفسيرا بوجود البدائل فشاوشي يملك كل مواصفات الحارس الكبير من قامة وقراءة جيدة للمقابلات، ويبقى فقط بحاجة إلى اتزان أكثر. كيف ترى ظاهرة الاعتماد على اللاعبين المكونين في فرنسا؟ هذه سياسة الكرسي الشاغر، فمادام لا يوجد لاعبون من البطولة الوطنية قادرون على تكوين منتخب قوي، فإنّ الحل يكون بالاعتماد على اللاعبين الذين تكونوا في فرنسا، وهذا الأمر سيطول، فالعمل في الفئات الشبانية منعدم، وأكثر من ذلك أنّه حتى فرق البطولة الوطنية أصبحت تلجأ إلى المغتربين، ورغم أنهم قادمون من أندية هاوية في الدرجات السفلى في أوروبا إلا أنّهم يلعبون بالسيقار في الجزائر، وهذا ما يؤكد تواضع البطولة الوطنية وعدم قدرتها على مدنا بمنتخب جيد. ولكن ليس كل من يلعب لناد أوروبي له مكانته مع الخضر؟ إذا كان هذا اللاعب يحمل ألوان فريق معروف في أوروبا فبالتأكيد له مكانته في المنتخب كما هو الحال مع فيغولي، ويبقى كل شيء يدخل ضمن خيارات المدرب، وهنا أقول أنّ اعتماد حاليلوزيتش على مهدي لحسن كظهير أيمن لم يعجبني لأنّه لم يكن موفقا، فاللاعب مكانه الأصلي وسط دفاعي، فلماذا يشركه في غير منصبه رغم وجود لاعبين محليين جيدين على غرار حشود، مفتاح، رماش، زيتي وبصغير، فكل هؤلاء بإمكانه شغل منصب ظهير أيمن أحسن من مهدي مصطفى. كيف تلقيت قرار إبعاد جبور من المشاركة في كأس إفريقيا الأخيرة؟ بصراحة لقد كنت ضد هذا القرار، فجبور يمتاز بكل مواصفات المهاجم الحقيقي ويكفي أنّه أحد أحسن الهدّافين في أوروبا، وعدم نجاحه مع المنتخب لحد الساعة لم أجد له تفسيرا، فربما ذلك راجع إلى الخطة المعتمدة في المنتخب والتي لا تناسبه كما هو الحال في أولمبياكوس أو غياب لاعبين قادرين على مده بالكرات المناسبة، المهم أنّ هذه الوضعية جعلت اللاعب يفقد ثقته بنفسه في المنتخب، ولكن مع ذلك أعتبر وجوده ضروري وعلى المدرب توفير الظروف التي تساعد جبور على التألق في المنتخب كما يفعل مع فريقه اليوناني. هل هناك لاعب آخر كنت تتمنى مشاهدته في جنوب إفريقيا؟ أكيد هو جابو، من الغرابة أن لا نجد جابو في المنتخب، إذا كان المدرب الوطني يرى أنّ هذا اللاعب لا يستطيع لعب أكثر من عشرة دقائق فليمنحه هذه الدقائق، أما إبعاده عن التشكيلة نهائيا فهو خطأ كبير. وما هي مشكلة عبدون في نظرك؟ الشيء الذي أنا متأكد منه أنّ استبعاد عبدون لا علاقة له بالمستوى والجانب الفني، فعبدون لاعب يملك إمكانات كبيرة تسمح له التواجد في أندية أوروبية كبيرة، ولهذا أرفض أي تبرير مرتبط بإبعاد هذا اللاعب، فربما هناك أمور حدثت لم نطلع عليه جعلت قرار إبعاده إداريا وليس فنيا. ألا ترى أنّ حاليلوزيتش أخطأ في آخر ندوة صحفية عقدها قبل لقاء البنين عندما هاجم بعض اللاعبين؟ هو تصرف سلبي، كان من المفروض أن يتحدث مع اللاعبين على انفراد ويعمل على تصحيح الأخطاء أو التصرفات التي شاهدها في جنوب إفريقيا وليس نشرها أمام وسائل الإعلام، كما أنّ حديثه عن تعاطي بودبوز للشيشة بتلك التلميحات التي جعلت البعض يفكر في "الزطلة" غير مقبولة لأنّها تمس أخلاق اللاعب وهو لاعب محترف في أوروبا وليس في الجزائر أو أفغانستان. ماذا تقول عما يسمى بلاعبي قطر، وخاصة زياني؟ أعتقد أنّ اللاعبين الذين فضلوا اللعب في قطر كانوا قرروا بطريقة غير مباشرة الاعتزال دوليا، أو اعتقدوا أنّه لم يعد لهم مكانا في المنتخب ولذلك استغلوا ارتفاع أسهمهم للعب في البطولة القطرية، أما ما يقال عن زياني وأحقيته بالتواجد مع الخضر حاليا، فأقول أنّه بالفعل لاعب مميز ولديه إمكانات كبيرة، ولكن تواجد فيغولي وأيضا براهيمي رفع مستوى المنافسة التي لم تكن في صالحه، فحتى بودبوز الذي مازال شابا وجد صعوبة في فرض نفسه رغم ما يفعله مع سوشو. كيف ترى تردد بلفوضيل في اللعب للجزائر؟ على هذا اللاعب أن يتخذ موقفا محددا، وإذا قرر الالتحاق بالمنتخب الجزائري فأهلا وسهلا به، وإذا تراجع فهو مسؤول عن قراره، فهو ليس بيلي ومن العيب أن نبقى "نحلل" فيه، وما يحدث مع بلفوضيل حدث من قبل مع لحسن ووقتها قلت أنّ هذا اللاعب ليس أرديلاس (نجم المنتخب الأرجنتيني سنوات السبعينات)، ولا يمكن أن يضيف أشياء كبيرة للمنتخب، وعلى العكس فإنّ التحاقه بالخضر جعله يطور مستواه أحسن لأنّه لم يكن بهذا المستوى عندما كنّا نجري وراءه. ما تعليقك على تصريحات سعدان الأخيرة ضد حاليلوزيتش؟ أعتقد أنّ سعدان قام بهجوم معاكس على حاليلوزيتش، فالمدرب البوسني صرّح من قبل في هجوم صارخ على سعدان وقال أنّه لم يسبق له الخسارة بأربعة أهداف في إشارة إلى مقابلة مصر، وهي تصريحات غير مسؤولة، ولهذا أعتبر ما قاله سعدان مؤخرا عاد ولا ألومه عنه. بعيدا عن المنتخب الوطني، في كل مرة نسمع عن خلافات بين الودادية التي ترأسها وجمعية اللاعبين القدامى التي يرأسها ناصر بويش، هل من توضيح لهذا الخلاف؟ الودادية متكونة من لاعبين قدامى وهي جمعية معتمدة من طرف وزارة الداخلية وتنشط بشكل عادي كغيرها من الجمعيات في الجزائر، أما الشخص الذي ذكرته فلديه جمعية فرنسية، وأصل الخلاف الذي طفا في فترة سابقة على السطح مرتبط بقدوم زيدان إلى الجزائر، حيث أراد الاستيلاء على هذه الزيارة والتي لولانا في الودادية لما تمت، وهو أمر انتهى في وقته. تنتقد بشدة تغيير المدربين، فكيف قبلت أن تكون المدرب رقم 4 في الكاب؟ نعم أنا ضد سياسة تغيير المدربين، فمن غير المعقول أن يتناوب على تدريب مولودية وهران مثلا 7 مدربين في موسم واحد، والكاب عرف 4 مدربين، وبصراحة أنا لست راض عن ذلك، ولكن الظروف الصعبة التي مر بها الفريق وتواجدي كمدير فني في ظروف فرضت عليه الإشراف على الفريق ومحاولة إخراجه من الوضعية الصعبة التي يعيشها. تواجد ابنك أغيلاس في الكاب، في أي إطار تضعه؟ ابني كان يلعب في فرنسا وتعرض لإصابة فطلبت منه الراحة وعدم الإمضاء لأي فريق وفي شهر ديسمبر رأيت أنّه من الأفضل جلبه للكاب كلاعب أمال فهو من مواليد 1991، وإذا رأى المدرب أنّه بإمكانه اللعب مع الأكابر فهو مسؤول عن ذلك، وقد لعب عدة مقابلات مع الأمال وأظهر إمكانات كبيرة جعلت من الطبيعي ترقيته والحمد لله وفي أول مشاركة له أساسيا أمام تلمسان كان وراء هدف الفوز وأبعد كل الانتقادات التي كانت تحوم حول قدومه للكاب. كيف تنظر لظاهرة بروز الفرق الصغيرة على غرار الساورة، عين فكرون والأربعاء مقابل تراجع رهيب لفرق كبيرة مثل الموك؟ ما يحدث للموك وحتى عنابة والنصرية مؤسف حقا، فهي مدارس كبيرة مكانتها في القسم الأول، واعتقد أنّ هذه الفرق وصلت إلى هذه الوضعية بسبب عدم الاستقرار على مستوى الإدارة وتخليها عن أبرز ما اشتهرت به وهو التكوين، أما حديثك عن الساورة فبصراحة هذا الفريق فاجأني بمستواه الكبير سواء داخل الديار أو خارجه رغم أنّه لا يضم لاعبين معروفين بالإضافة إلى التنقلات الطويلة في كل مرة والأكيد أنّ الإدارة تقوم بدور كبير وهو ما يمكن أن يقال عن عين فكرون والأربعاء وحتى مولودية بجاية، فهذه الفرق ملأت الفراغ الذي تركته فرق أخرى لها تاريخ كبير في الرياضة الجزائرية. في الأخير، أين يمكن أن نجد فرڤاني الموسم القادم؟ لقد عدت إلى الميدان حتى لا يقال أنّي غائب وأي عودة وبأي طريقة؟ لم أبحث عن السهولة، ولهذا أنا مستعد للعمل في أي فريق يملك برنامجا طموحا، وهذا لا يعني أبدا أنّي سأغادر الكاب فكل شيء ممكن والبقاء في باتنة قد يكون الأقرب.