احتفي بالراحل الفنان محمد بن قطاف بعرض مسرحية ”أضواء” سهرة الافتتاح والمقتبسة من أشهر نصوصه، جسدت فكرتها الفنانة أمال منيغاد وأخرجها عبد الكريم بريبر وياسين زايدي، حيث روح شيخ المسرحيين الجزائري وسط تأثر الحضور وإشادة ببصمته في الفن المسرحي الجزائري طوال 50 سنة. جسدّ ادوار المسرحية التي جاءت في شكل مقتطفات مسّت أبرز نصوص بن قطاف، كل من المخرج والممثل جمال غرمي، ابراهيم شرقي، فؤاد زاهد، عباس محمد إسلام، ياسمين عبد المومن، بناصر سالي، حجلة خلادي وفايزة أمال، إضافة إلى المخرجين ياسين وبريبر، حيث انتقى المسرحيون المشاركون بعضها لإعادة إنتاج مشاهد تشكل العرض كما استعاد الجمهور بن قطاف عبر ”عقد الجوهر” و”العيطة” و”فاطمة” وأري فيكس” و”قالوا لعرب قالوا”، معتميدن على شخصيتين محوريتين هما ”العابد” و”الجمعي” اللذين أداهما أمحمد بن قطاف في أعماله المسرحية ليربطا بين مختلف المشاهد ويبررا الانتقال من عمل إلى آخر بشكل سلسل ودقيق ، وسط ديكور بسيط اعتمد على اللونين الأبيض والأسود وسينوغرافيا متواضعة اختزلت في لوحات رسمت عليها أعمال المرحوم التي أثرى بها الفن الرابع في الجزائر. في زمن تجاوز 40 دقيقة كانت المشاهد صورة حيّة ونقاط ضوء أضاءت حياة بن قطاف بعد مماته ومدى ثراء ذاكرته المسرحية. كما كشف المسرحية أنّ روح الفنان بن قطاف عادت إلى هذا العالم بعد أشهر من رحيله، متذكرة أيضا كل الفنانين الذين رحلوا، باسترجاع الشخصيات التي عايشها أثناء مسيرته ناقشها واحتد الجدل بينها، ليقرر العودة إلى عالمه وهو على يقين بأنّ هناك جيل جديد قادر على المحافظة على الإرث الثقافي الجزائري الثري والغني، بمختلف العناصر الثقافية والفنية، من أجل مواصلة المشوار. وفي خضم الحركات والسكون أحيانا نقل الممثلون على لسان بن قطاف في نصوصه واقعا ميئوسا منه كان يعيشه الجزائريون، مصورين العوائق والظروف السياسية والاجتماعية الصعبة، التي كانت تقف في طريقهم وتمنعهم من العيش الكريم وتفجير الإبداع من خلال التركيز على عالمين عالم علوي تمثله السلطة والأخر سفلي تمثله طبقة الشعب الفقيرة الضعيفة.