فتتح, أول أمس, العرض التكريمي للراحل أمحمد بن قطاف «أضواء» فعاليات الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف, بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي تحت إشراف وزيرة الثقافة، نادية لعبيدي,. اوقدم العرض الذي أعده ومثله مجموعة من المسرحيين الجزائريين واشترك في إخراجه ياسين زايدي وعبد الكريم بريبر عن فكرة لآمال مينغاد, تركيبا مسرحيا لبعض أعمال المدير السابق للمسرح الوطني أمحمد بن قطاف. ويميل أضواء إلى عوالم مسرحيات أمحمد بن قطاف, حيث انتقى المسرحيون المشاركون بعضها لإعادة إنتاج مشاهد تشكل العرض, حيث استعاد الجمهور بن قطاف عبر «عقد الجوهر», «العيطة», «فاطمة», «أري فيكس» والتمرين. واعتمد عرض أضواء على شخصيتي العابد والجمعي اللذين أداهما أمحمد بن قطاف في أعماله المسرحية ليربطا بين مختلف المشاهد ويبررا الانتقال من عمل إلى آخر. وسمح العرض الذي مثل فيه 10 فنانين بتقديم صورة عن أمحمد بن قطاف المخرج والكاتب المسرحي للجيل الذي لا يعرفه, حيث صفقت القاعة مطولا لذكرى بن قطاف الذي يغيب للمرة الأولى عن المهرجان. وعلى إيقاع نغمات الفولكلور العاصمي وصيحات من ذاكرة المسرح الجزائري، كان الافتتاح عميق الرمزية لدورة جديدة متجددة، وحرص الحدث على تكريم «الاستثنائي» بن قطاف ، وقال نجله جعفر:»كلكم أبناء بن قطاف الذي سيبقى قدوة للأجيال القادمة أخلاقا ومردودا». وعلى مدار 35 دقيقة من الزمن الركحي، انساب أبناء وتلامذة مع الإيقاع النابض لروح بن قطاف، وانخرط الجميع في تريد مقولات ومآثر صاحب العيطة، ووسط إضاءة حالمة، انبرى نشيد الاغتراب وارتفع استخبار هائم تحوّل ريتميا وديكوريا مع رجع صدى: الظلم - الإهانة - الجهل - المسؤولية - التوازن ركّز عليها بن قطاف في مراكحاته. وأعلنت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي, عن الافتتاح الرسمي لفعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف, بعد كلمة لمحافظ المهرجان ومدير المسرح الوطني محمد يحياوي, قبل أن يتم تقديم تكريم رمزي لعائلة أمحمد بن قطاف من خلال ابنه. وأكدت الوزيرة في الافتتاح أن وزارتها ستعمل على استحداث مدارس جديدة في أماكن أخرى بإمكانها أن تستوعبها متأسفة لوجود مؤسسة واحدة للتكوين المسرحي ممثلة بمعهد برج الكيفان. «أقف أمامكم وقفة احترام وتقدير لهذا المكان، لأقول لكم: ما من عمل يدوم ويرتقي لولا الصدق والجدية،ومن أجل ذلك أردت أن نسير خطوة خطوة في الطبعة التاسعة من عمر المهرجان، والتي لولا وجودكم وتضحياتكم انتم أصحاب الفن النبيل، ما كنت لاقف زجها لوجه على مسرح الكبار لأخاطبكم». وأضافت الوزيرة «طبعة أردناها للاستمرارية، للتواصل، لدعم الشباب، وهي أهداف نبيلة حفظناها من شيخ المسرح الكبير، معلمنا الراحل جسديا امحمد بن قطاف مكرم الدورة والحاضر بأعماله، وبقايا روائعه بيننا، إذ لا يمكن أن نعبر إلى بر الأمان من دون أن نقلب في أوراق وروح الفنان بن قطاف، فعيطته مازالت تدوي هنا توصينا دائما على إقصاء الإقصاء ، والمصالحة بين الأجيال، لترتقي الفنون المسرحية، وتصدح عاليا خشبة الفن الرابع بالنقاش والرأي الآخر، فنكسب احترام المجتمعات». وجددت وزيرة الثقافة دعم الجزائر لفلسطين ولضحايا العدوان على غزة, مشيدة بموقف الفنانين الجزائريين الذين وقفوا مع غزة في مختلف الفعاليات معتبرة أننا «عشنا صيفا مميزا فنيا». يذكر أن 17 عملا يتنافس على جوائز المهرجان بين 28 أغسطس الجاري و08 سبتمبر بالإضافة ل 9 عروض خارج المنافسة وعرض ضيف لمسرح الطليعة لمصري.