نشرت وزارة الداخلية المغربية على موقعها الإلكتروني منذ يومين معلومات تفيد بأن تحقيقات أمنية مع إرهابيين مغاربة معتقلين لدى مصالحها، كشفت عن التحاق إرهابيين مغاربة بتنظيم “جند الخلافة” الذي تبنى اختطاف واغتيال الرهينة الفرنسي غوردال في الجزائر الأسبوع الماضي بمنطقة القبائل. لا أدري ما مدى صحة المعلومات التي نشرتها الداخلية المغربية، وهل حقا التحق إرهابيون مغاربة بالجزائر مثلما يدّعي بيانها المنشور على الموقع، لكن ما يفهم من نشر معلومات بهذه الخطورة هكذا، ليس بريئا!؟ فإذا كانت المعلومات المنشورة صحيحة كان على السلطات المغربية أن تبلغ بها نظيرتها في الجزائر، لأن نشر معلومات مثل هذه من شأنه أن يعرقل التحقيقات التي تقوم بها السلطات المغربية، أو حتى تلك التي ستقوم بها السلطات الجزائرية لتعقب هذه المجموعة الخطيرة!؟ لكن يبدو أن للسلطات المغربية غرضا آخر من هذه المعلومات، فنشرتها لتؤكد على أن الجزائر قبلة للإرهاب، وأنها صارت حقا قاعدة لتنظيم “داعش” المزعوم، وأن الجزائر صارت وجهة خطيرة، عكس المغرب الذي تمكن من اعتقال مجموعات إرهابية خطيرة، ولأن مصالح أمنه تشدد مراقبتها لترابها، اضطرت المجموعات الإرهابية الأخرى إلى الفرار نحو الجزائر التي يريد دائما البيان نعتها بأن حدودها مستباحة، وأن الإرهابيين لا يخشون على حياتهم عندما يقصدونها مثلما يدعي البيان. البيان تزامن مع نشر المخزن لفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر عائلات مشتتة على طرفي المركز الحدودي، تتواصل فيما بينها بواسطة مكبرات الصوت، وكأنها ممنوعة من تبادل الزيارات، لترسل رسالة سوداء عن السلطات الجزائرية التي تتسبب بغلق الحدود في مآسي إنسانية بين الأسر من البلدين، مع أن المغاربة يذهبون ويأتون كيفما شاءوا بالطائرات، مثلما يزور الجزائريون باستمرار المغرب الذي مازال رغم غلق الحدود إحدى الوجهات المفضلة للسائح الجزائري. اللعبة إذن مكشوفة يا أشقاءنا المغاربة، والجزائر لم تخف يوما أنها عرضة للإرهاب الذي ما زال حقيقة، مثلما ما تزال الحرب عليه بدون هوادة حقيقة، وهذا لا يعني أن المغرب في مأمن من ضربات مثل تلك التي استهدفتها في مراكش والدار البيضاء. فهو مستهدف مثلما هي مستهدفة كل بلدان الساحل وشمال إفريقيا. فلا مزايدة على هذه الآفة التي لن ننتصر عليها إلا بتضافر الجهود، ولو لم يكن المغرب ملجأً سنوات التسعينيات للجماعات الإرهابية بعد كل مجزرة ينفذونها ضد الجزائريين العزل، يقصدون المغرب للراحة والاستجمام والعلاج والتزود بالسلاح والمؤونة والمال، لما استمرت الحرب على الإرهاب كل هذه الفترة. ألم يرحب الملك الراحل بالإرهابيين واستضافهم معززين مكرمين على ترابه؟! خبث المخزن اتجاه الجزائر ليس بالجديد. ورسالته موجهة إلى الخارج، إلى المتآمرين على الجزائر وما يخطط لها في إطار هذه الحرب الكونية على آفة العنف الإسلامي؟! الجزائر تعرف أن الإرهاب حقيقة قائمة على ترابها ولا تتوانى على ضربها، فماذا عن المغرب؟!