اختتم، أمس الأول، برواق باية قي العاصمة، معرض فني ضم مجموعة من أبرز أعمال الفنان التشكيلي عبد الله غجاتي، التي تعد حصيلة مسيرة فنية غنية ومتنوعة وطويلة في مجال الفن التشكيلي تتشابك فيها رؤى فنان متمرس عاش عزلة طويلة في مرسمه بعيدا عن الأضواء.. 82 لوحة فنية زينت رواق باية بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة، طيلة أسبوعين، طرحت في تفاصيلها ومعالجاتها الفنية والتشكيلية معالم متعددة من التاريخ والتراث الجزائري، بعضها التقط الإرث التاريخي والتراكم الإنساني المكثف في إعادة لتصويرها بقلب فنان تشكيلي، فيما انتقت بعض الأعمال قضايا أخرى تحسسها الفنان وأعاد إنتاجها بذاكرته وأدواته الفنية، حرصا منه على المساهمة في التعريف وإبراز الموروث الثقافي لتي تزخر به الجزائر، فبالنسبة له ريشة الفنان هي سلاحه الذي يستنجد به في إبداء رأي أو موقف ما في قضية معينة. كثيرة ومتنوعة هي عناوين لوحات الفنان عبد الله غجاتي، أو”عمي مصطفى”، كما يحلو لمقربيه ورفقائه وتلاميذه أن ينادوه. ومن ضمن العناوين التي حملتها إبداعات العارض، نذكر على سبيل المثال لا الحصر، لوحة حملت عنوان ”معركة”،”الالتزام”، ولوحة ”ذاكرة”، وكذا لوحتي ”الحلم” و”ثمين”، ”الستار” ولوحة ”الحنان” و”الكون”.. وغيرها من العناوين ذات بعد فلسفي. كما تنوعت وتباينت خامات أعمال الفنان غجاتي المعروضة، فنجد الألوان الترابية والألوان المائية تأرجحت بين الألوان الفاتحة والقاتمة، حيث قاربت ببصرياتها وملامسها اكتشافات لونية وتداخلات جميلة أشاد بها زوار المعرض الذي يستشف من خلالها ذكريات تعود إلى الماضي البعيد، وأخرى جاءت للدلالة على غنى وتنوع الموروث الثقافي الجزائري. وقد عكست الأعمال المشاركة تطور اتجاهات الفن التشكيلي المعاصر في الجزائر وتعدد المعالجات والأنساق، بدءا من الفن التجريدي واللوحات الفنية الجمالية، وانتهاء بالأعمال التجريدية والمعروضات الفنية ثلاثية الأبعاد، حيث اختيرت هذه الأعمال كلمحة قريبة وسريعة يتمكن من خلالها الزائر العبور سريعا على المشهد التشكيلي الجزائري المعاصر. يبقى الفنان التشكيلي عبدالله غجاتي تجربة جديرة بالاهتمام والتتبع، وعلامة بارزة في الفن التشكيلي الجزائري المعاصر، وإنسانا يعشق الفن ومهووس به. هذا التعلق اللامحدود بالفن لا تجده في لوحاته فقط، ففضلا عن كزنه فنانا فهو أيضا مرب ومؤطر لأجيال تتلمذت على يده قواعد الفن وأصولها. ولد الفنان التشكيلي غجاتي عبد الله في 10مارس 1953 بمدينة سطيف، بددا مشواره الني في عالم الفن التشكيلي العام 1977، كما سنحت له فرصة الاحتكاك بأقرانه عشاق هذا النوع من الفنون، وعمل أستاذا للتربية الفنية وفي سنة 1986 نظّم معارضه وغيرها. شارك في عديد المعارض داخل الوطن وخارجه بكل من فرنسا، مصر، تونس ودول الخليج، في طليعتها المعارض الفردية بفرنسا العام 2003. كما شارك العام2007 في عدد من المعارض الجماعية الوطنية، زيادة عن مشاركته منذ العام 1977 حتى العام 2010 بمعارض بكل من جامعة فرحات عباس وبدار الثقافة والمتحف الوطني بسطيف ومتحف ”الماما”، والصالون المغاربي بمدينة برج بوعريريج وغيرها، ظفر من خلالها بعدة جوائز كجائزة مهرجان سوق أهراس وجائزة التميز والإبداع الدولية بمصر.