افتتح بمركز التسلية العلمية بالعاصمة معرض للفن التشكيلي يضم خمسين عملا فنيا، تكريما لكل من عائشة حداد وجميلة بنت محمد وخيرة فليجاني باعتبارهن رائدات الفن التشكيلي في الجزائر. المعرض الذي افتتح أول أمس تزامنا واحتفاء نساء العالم بعيدهن السنوي ونظمته مؤسسة فنون وثقافة، يقف على أهم الأعمال التي قدمها هؤلاء النسوة، ويقف وقفة عرفان وتقدير لجهودهن في الرقي بالفن التشكيلي الجزائري، حيث يعرض الرواق مختلف اللوحات الفنية التي تمثل المدارس الفنية التشكيلية المعروفة منها الكلاسيكية، التجريدية والواقعية. كما يهدف المعرض الذي سيستمر إلى غاية الخامس عشر من الشهر الجاري إلى تعريف الجيل الجديد بإبداعات الفنانات الجزائريات اللاتي قدمن الكثير للفن التشكيلي في الجزائر، وتقريب فنهن من الشباب المبدع، ومن بين اللوحات المعروضة لوحة ”المومياء” لعائشة حداد و”منظر لغرداية” لجميلة بنت محمد، فيما شمل العرض مجموعة من اللوحات الفنية لفنانات خريجات جمعية الفنون الجميلة ومدرسة الفنون الجميلة إلى جانب بعض الأعمال لفنانات عصاميات قدمن تشكيلة متنوعة اختلفت أساليب إنجازها بين الرسم الزيتي، المائي، الملصقات والأكريليك وغيرها من الطرق المعتمدة، تطرقت اللوحات إلى العديد من المواضيع إلى جانب بورتريهات عكست توجهات وأحاسيس متنوعة. وتعبر الفنانة التشكيلية والمجاهدة عائشة حداد واحدة من المبدعات اللاتي حرصن على تقديم الأفضل للفن التشكيلي الجزائري، وإلى جانب تدريسها الرسم شغلت الفنانة منصب مفتشة في التربية، وقد تحصلت على الجائزة الأولى للفن التشكيلي لمدينة الجزائر سنة 1972، ثم واصلت الفنانة دراستها في أكاديمية ”ريتفلد” بأمستردام بهولندا ثم في المدرسة العليا للفنون والمهن بباريس، لتستقر أخيرا في الجزائر وتمتهن التدريس في معهد الفنون الجميلة بوهران، كما أصبحت عضوا في الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية. ولقد استحدثت سنة 2001 جائزة وطنية باسمها تمنح يوم 8 جوان من كل سنة بمناسبة باليوم العالمي للفنان. ومن أشهر لوحاتها ”البهجة النائمة” المعروض حاليا في المتحف الوطني للفنون الجميلة. كما تعتبر خيرة فليجاني المولودة عام 1912 هي الأخرى من رواد الفن التشكيلي في الجزائر، حيث تكونت في فرنسا وكانت بدايتها مع التمثيل، وبدأت عرض لوحاتها منذ الأربعينيات في فرنسا، وجرتها نشاطاتها الوطنية إلى السجن، وهي عضو لاتحاد الفنانين التشكيليين الجزائريين، وشاركت في العديد من المعارض كان أولها عام 1964 ووافتها المنية بالجزائر عام 1991.