جدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التأكيد على “وجوب” استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، في حين أعلنت السلطة الفلسطينية تمسكها باللجوء إلى مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال رغم ضغوط أمريكية وعربية لتأجيل هذه الخطوة. كشف كيري، خلال حفل أقيم في وزارة الخارجية، أنه يجب إيجاد سبيل للعودة إلى مفاوضات السلام التي اعتبرها السبيل الوحيد لإحراز تقدم، ونوه كيري إلى أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي المستمر منذ عقود يؤجج “غضب الشارع والاضطرابات” في العالم العربي، رابطا بينه وبين الحرب ضد ما وصفه بالتطرف الإسلامي المسلح وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وتأتي تصريحات كيري بعد مطالبته الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على هامش مؤتمر إعمار غزة في القاهرة، بتأجيل مساعيه في مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال مدة زمنية محددة، غير أن عباس أكد، أول أمس الخميس، في لقاء مع رجال الأعمال، تمسكه بالذهاب إلى مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري، وقال: “نحن ماضون لاستصدر قرار من مجلس الأمن لتحديد موعد زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي”. ومن جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صالح رأفت، الأربعاء، أن دولا عربية استجابت لمطالب كيري وباتت تمارس ضغوطا هي أيضا على الرئيس الفلسطيني لتأجيل طرح مشروع القرار. ومن جانبها، انتشرت الشرطة الإسرائيلية، يوم أمس، في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى بقوات معززة، ومنعت دخول الرجال ما دون الخمسين إلى المسجد الأقصى، مستثنية النساء من القيود، وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أطلقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع باتجاه متظاهرين فلسطينيين، يوم الأربعاء، في محيط البلدة القديمة بعدما خرجوا احتجاجا على اقتحام مستوطنين لباحات الحرم القدسي، ما أسفر عن عدد من الإصابات. وفي إطار الدعم والتضامن الفلسطيني ضد ممارسات المستوطنين، زار وفد من رؤساء الكنائس المسيحية بالضفة الغربية والقدس بلدة عقربا جنوبي مدينة نابلس، عصر الخميس، للتعبير عن رفضهم حرق المستوطنين أحد مساجد البلدة قبل يومين. وجاءت هذه الخطوة بدعوة من الراعي السابق لكنيسة اللاتين في غزة، الأب منويل مسلم، وشارك في الزيارة راعي كنيسة اللاتين في القدس وليام شوملي، والشيخ عصام رمانة خطيب مسجد بلدة بيرزيت ذات الأغلبية المسيحية، وثلة من الشخصيات المسيحية والمسلمة، حيث أدان الوفد بشدة جريمة المستوطنين ذات الطابع “السياسي الإرهابي”، وأكدوا أن الفلسطينيين اعتادوا دفع ثمن حريتهم، وأن اعتداءات المستوطنين جزء من هذا الثمن، ودعوا لمقاومتها بكل الأشكال.. وتأتي زيارة وفد الكنائس عقب زيارة تضامنية لرئيس وزراء حكومة التوافق، رامي الحمد الله، للقرية دعا خلالها لتشكيل لجان حراسة ليلية داخل القرية. وقال عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في بلدة عقربا، يوسف ديرية، إنهم شرعوا فعلا في تشكيل هذه اللجان التي ستقتصر مهمتها فقط على حراسة المساجد ومراقبة مداخل البلدة.