أصدرت، خلال اليومين الماضيين، مديرية التربية بباتنة تعليمة موجهة إلى العديد من المؤسسات التعليمية تقضي بفسخ عقود الأساتذة المستخلفين من خريجي الجامعة لسنة 2014، علما أن هؤلاء الأساتذة الذين طلب منهم إخلاء مناصب عملهم استفادوا من عقود العمل بدء من الدخول المدرسي للموسم الجاري. تساءل الأساتذة المعنيون عن طبيعة هذا الإجراء وقانونيته، علما أن التعليمة وجهت لأصحاب الشهادات الحديثة دون غيرهم، وقد تسببت في بقاء العديد من الأقسام بدون أساتذة بالنسبة للكثير من المواد منذ ثلاثة أيام، ولا يزال الوضع مستمرا على حاله. وقد احتج الأساتذة المعنيون و أكدوا أن ”ارتجالية” هذا القرار سيكون التلميذ ضحيته بالدرجة الأولى، كما تضرروا كثيرا بعدما ”طُردوا” من عملهم دون وجه حق وفي وقت يفترض أن تبدأ فيه الفروض بالنسبة للتلاميذ، ما يعني اضطرابا في التدريس بالعديد من المؤسسات، إذ كان يفترض أن يتم إشعارهم بهذا القرار قبل الدخول المدرسي وليس في هذا الوقت الحساس، حسب ما أكده الأساتذة المعنيون الذين يشتغلون بصفة خاصة بالمناطق النائية جنوبي باتنة، على غرار بلديات أولاد عمار والجزار وغيرها. كما أكدوا في احتجاجهم أن التعليمة لم تمس كل خريجي السنة الجارية بل إن الكثير منهم يمارسون مهامهم رغم أنهم تخرجوا سنة 2014، وهو ما طالب المعنيون بتوضيحات في شأنه. وحسب مصالح مديرية التربية بباتنة، فإن التعليمة جاءت من أجل إعطاء الأولوية للمتخرجين القدامى وذوي الخبرة وأبناء المنطقة، على أن يؤخذ المتخرجون الجدد بعين الاعتبار في حالة شغور المناصب بعد تطبيق التعليمة. وأعلن تلاميذ ثانوية أولاد سلام بدائرة راس لعيون بباتنة، نهار أمس، إضرابا عن الدراسة بإيعاز من أوليائهم الذين منعوهم من التنقل إلى الثانوية المذكورة رافعين جملة من المطالب من أجل استئناف الدراسة بالنسبة لأبنائهم، وفي مقدمة ذلك توفير الأمن في الثانوية وبمحيطها لأن المنحرفين أصبحوا يشكلون خطرا حقيقيا على التلاميذ، وخاصة الإناث اللواتي يتعرضن لتحرشات يومية تصل في كثير من الأحيان إلى اعتداءات دون تدخل من أي جهة. وطالب الأولياء رفقة التلاميذ بتأطير أكبر داخل الثانية التي تعاني من نقص في الأساتذة ومراقبين وموظفين. أما في متوسطة مراح عبد الله التابعة لبلدية وادي الماء بدائرة مروانة فقد امتنع الأساتذة والموظفون عن العمل بسبب ما لحق بالمتوسطة من تخريب في أعقاب أحداث البلدية الأسبوع الماضي عندما قام محتجون باقتحام المتوسطة وتخريب تجهيزاتها وعتادها. وطالب الأساتذة أمس بضرورة إصلاح ما تم تخريبه من أجل السماح لهم بالعودة إلى التدريس في ظروف جيدة، مؤكدين على أن الوضع الحالي للمؤسسة يستحيل معه العمل بالنسبة للأساتذة والدراسة بالنسبة للتلاميذ. ويذكر أن محتجين ببلدية وادي الماء بباتنة قاموا في سابقة من نوعها بمنع التلاميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة إلى جانب غلق طرقات في احتجاج بغرض لفت أنظار المسؤولين إلى مطالب اجتماعية وتنموية.