التقى مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الاثنين، لبحث مبادرته بشأن ”تجميد” مناطق النزاع، حيث يغادر بعدها إلى مدينة حمص للقاء مكاتب منظمات أممية ووفود معارضين، بحسب ما أفادت به صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري. في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية إن اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا، الذي عقد أمس في لندن بحضور رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة وعدد من أعضاء الائتلاف، يبحث مع الأسد ”الأفكار التي يطرحها الأخير وكيفية تطبيقها في ظل الإرهاب الذي تتعرض له سوريا”. وقد أجرى دي مستورا، الذي وصل السبت إلى دمشق في زيارته الثانية منذ تولي منصبه في جويلية الماضي خلفا للأخضر الإبراهيمي، محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، تناول خلالها نتائج جولاته إلى عدة عواصم، بالإضافة إلى ما عرض في مجلس الأمن الدولي عن الأزمة في سوريا، بما في ذلك مبادرته بشأن ”التجميد المحلي” للمعارك في مدينة حلب. وكشفت مصادر مطلعة أن دي مستورا سيغادر بعد لقائه الأسد إلى حمص، حيث يعقد هناك اجتماعات مع مكاتب المنظمة الأممية العاملة في المدينة للاستماع منهم عن واقع العمل، كما سيلتقي بوفد يمثل المسلحين في منطقة الوعر وفعاليات اجتماعية من المنطقة ذاتها. وقد قدم المبعوث الدولي خطته يوم 31 أكتوبر الماضي إلى مجلس الأمن الدولي، والتي تقضي ”بتجميد” القتال في بعض المناطق للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. ومن المتوقع أن يعقد دي مستورا في نهاية زيارته مؤتمرا صحفيا يعرض فيها نتائج زيارته ولقاءاته مع مسؤولين من النظام وبعض شخصيات المعارضة في الداخل. البحرة يحضر اجتماع أصدقاء سوريا في لندن وتتزامن تحركات المبعوث الأممي مع اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا اليوم في لندن بحضور رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وعدد من أعضاء الائتلاف. وقالت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية، فرح دخل الله، إن الاجتماع لن يكون على مستوى الوزراء، غير أن هادي البحرة سيلتقي وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عقب الاجتماع. وذكرت المتحدثة أن الاجتماع يأتي في وقت هو الأكثر أهمية للمعارضة المعتدلة لإثبات كيانها وأهدافها المناقضة كليا لكل ما يمثله نظام بشار الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية. وأوضحت أن ما تتميز به المعارضة هو كل ما يفتقده تنظيم الدولة والأسد من اعتدال وديمقراطية ومشاركة الجميع من دون استبعاد أحد. وقالت فرح إن الأسد هو من هيأ الظروف التي ترسخ فيها ”تطرف” تنظيم الدولة الذي تمكن من إقامة ملاذ آمن له في سوريا جراء ”معاملته الوحشية” لشعبه، والتي تمثلت أخيرا في قيامه بقصف همجي لمخيم عابدين للنازحين في محافظة إدلب بالبراميل المتفجرة بحق مدنيين أبرياء. المعارضة تحقق تقدما ملحوظا على الصعيد الميداني ومن جهتها، تمكنت المعارضة السورية من تحقيق تقدم كبير في محافظة درعا جنوبي البلاد، فيما قتل 21 مدنياً، بينهم طفل وامرأة، وأصيب نحو 100، في غارات وقصف بالبراميل المتفجرة نفذته طائرات حربية على مدينة الباب، بريف محافظة حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، في رسالة بالبريد الإلكتروني إن 21 مدنياً، بينهم طفل وامرأة هم ”عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي وقصف من الطيران الحربي على عدة مناطق في مدينة الباب”. وأضاف المرصد أن نحو 100 شخص أصيبوا أيضاً في هذه الغارات. ومن جهتها، ذكرت شبكة سوريا مباشر المعارضة أن حصيلة ضحايا قصف سلاح الجو السوري لمدينة الباب تجاوز 70 شخصاً ما بين قتيل وجريح، مشيرة إلى أن القصف تم بالبراميل المتفجرة في البداية ثم تبعها قصف بواسطة الطائرات الحربية، وكثف النظام السوري في الأسابيع الأخيرة غاراته وعمليات القصف بالبراميل المتفجرة التي بدأت طائراته بإلقائها في أواخر العام 2012. من ناحية ثانية، ذكرت شبكة شام مباشر أن مسلحي المعارضة تمكنوا من فرض سيطرتهم الكاملة على مدينة نوى ومحيطها في ريف درعا الغربي، فيما انسحبت القوات الحكومية من أغلب مواقعه في المدينة ومحيطها، وأوضحت أن كتائب المسلحين سيطروا على المدينة ومحيطها، بعد أن قطعت الباحة طريق إمداد جيش النظام إلى المدينة. وميدانيا، واصلت طائرات قوات التحالف الدولي غاراتها على كوباني والمناطق المحيطة بها، حيث شنت غارة على محيط حي عرب بينار، شرقي المدينة، هي الثانية منذ فجر الاثنين، إذ سبقتها غارة أخرى أطلق خلالها صاروخين، حيث شنت طائرات التحالف، صباح أمس الاثنين، غارة بصاروخين استهدفا تجمعاً لآليات تنظيم الدولة عند ”قية زور آفا” غربي مدينة كوباني. وفي وقت سابق، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي القوات المشتركة، المتمركزة في سوق الهال، ومسلحي تنظيم الدولة المتمركزين في تلة عرب بينار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وتأتي هذه الغارة بعد ليلة ساخنة شهدتها المدينة، حيث شن طيران التحالف الدولي، في ساعة متأخرة من مساء الأحد، سلسلة غارات استهدفت مواقع لتنظيم الدولة في المدينة. كما شهدت المدينة، مساء أول أمس الأحد، تبادلاً لإطلاق النار وقذائف الهاون بين مقاتلي تنظيم الدولة والقوات المشتركة.