تتواصل العروض الكوريغرافية للطبعة السادسة من المهرجان الثقافي الدولي للرقص العصري، بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي، وسط حضور سفراء دول كل من تونس والصين واليونان، حيث افتتحت فرقة الرقص اليونانية “بروكسيما”، السهرة الفنية الثالثة للمهرجان، في ثاني مشاركة لها على التوالي بمهرجان الرقص المعاصر للجزائر، بإحيائها لعرض كوريغرافي جديد جاء تخت عنوان “صولو الغيتار: المرأة والغزلان”، والذي تمثل في التعبير بالرقص بحرية في منطقاتهم الفكرية، عن الشخصيات النسائية في الأساطير الإغريقية، وبعث رسالة حية عن الحياة التي ميزت اليونان القديمة، ترجمتها حركات راقصي الفرقة، باستعمال ديكور تمثل في أغصان للأشجار. وقدمت فرقة “يام - كا - ني” البوركينابية، عدة رسائل تعكس الحياة البسيطة التي يعيش عليها شعوب القارة السمراء، بحيث تطرق راقصو دولة بوركينافاسو في عرضهم الموسوم “سوتوغو” “المرارة”، إلى عدة مواضيع منها الاجتماعية والسياسية، ترجمت المعاناة والفقر والجفاف ومشاكل البطالة، عبر عرض مسرحي كوريغرافي، تزاوج فيه الرقص مع الغناء، ليشكل مشهد حمل الكثير من الرسائل المؤثرة، واستعانت الفرقة بديكور تقليدي، تميز بارتداء أعضاء الفرقة ألبسة إفريقية كالجلابة، وكذا العزف على آلات موسيقية تقليدية تعود لإفريقيا الغربية، على غرار آلة “البارا دوم دوم” الإيقاعية، بالإضافة إلى وضع “جرار للمياه”، استعملت هي الأخرى في الرقص والضرب عليها لتعطي ريتم إيقاعي إفريقي محض، كما رقص سفراء الفن البوركينابي، بحملهم لأدليه فارغة، اختزلوا من خلالها الجفاف السائد في إفريقيا واهمية الماء في الحياة. كما قدمت فرقة “دريم تيم” لدار الثقافة بتيزي وزو، التي تضم 4 فتيات، عرضا جاء تحت عنوان “لتسقط الأمطار”، الذي يروي العلاقة بين الإنسان والطبيعة، واختزلت الراقصات هذا الرابط، عبر مشاهد كوريغرافية دامت 15 دقيقة، جسدت على ركح مسرح باشطارزي، بحيث تمثل الرقص على موسيقى البيانو التي امتزجت مع أصوات الأمطار المتساقطة، للتعبير عن سعادة الإنسان في البساطة التي يمكن أن يستمدها من التلاحم والالتقاء مع الطبيعة الحية. واختتمت السهرة الثالثة للمهرجان، بعرض لفرقة “دانس كوليج” لأكاديمية المسرح لشانغاي الصينية، والتي تعد من أفضل مدارس التعليم العالي للرقص بالصين، بتقديم رقصات ذات حركات بطيئة، مرفقة بموسيقى هادئة، تمثلت في العزف على آلات المزمار والآلات الوترية ذات النغمة الأسيوية، أبدع على وقعها راقصو فرقة “دانس كوليج”، وسط تفاعل الحضور الجماهيري لمسرح باشطارزي، خاصة الجالية الصينية بالجزائر التي حضرت بقوة.