أفصحت الدورة الخامسة لمهرجان الرقص المعاصر، التي أسدل البالي الأوكراني ”أنيكو” الستار على فعالياتها أول أمس، على ركح محيى الدين بشطارزي بالعاصمة، عن أسماء المتوجين بجوائزها، بعد 10 أيام من المنافسة، حيث انتزعت الفرقة الصينية ”مسرح بكين دانس” الجائزة الأولى، وفازت الفرقة اليونانية ”بروكسيما دانس” بالجائزة الثانية، فيما توجت الجزائر بالثالثة.. مثلتها فرقة نصيرة بلازا المغتربة بفرنسا. عرفت السهرة الأخيرة، التي عرفت حضور جمهور غفير ووجوه فنية وثقافية جزائرية وسفراء الدول المشاركة واختتمت بعرض كوريغرافي للباليه الأوكراني ”انيكو”، منح لجنة التحكيم التي ترأسها الكوريغرافي العراقي طلعت سماوي، جائزتها الخاصة لفرقة المصمم الكوريغرافي ”بيلي كوي” من بريطانيا، بعد عرض مبهر استمتع به الجمهور الجزائري من خلال لوحة ثلاثية الأبعاد قدّمها في إطار المنافسة الرسمية للحدث، والتي عرفت تنافسها حادا بين الفرق المشاركة من مختلف دول العالم منها الجزائر التي سجلت حضورها على الخشبة ب8 فرق مختلفة، عاد فيها التتويج لنصيرة بلازا، ابنة المدية التي هاجرت إلى فرنسا وعمرها لا يتعدى خمس سنوات. وفي الصدد قدمت لجنة التحكيم، التي قادها العراقي طلعت سماوي وتكونت من الكوبية روزاريو كارديناس والكرواتي بابلو راشكو والجزائري نور الدين قدور والصربي الكسندر أليتش، تقديم جملة من المقتراحات تكون كورقة عمل خلال الطبعات القادمة، لاسيما الدورة السادسة، من أجل ترقية مستوى المهرجان وجعله قبلة دول العالم، ومن أبرزها أن يتم اختيار جيد للفرق الكوريغرافية التي تود المشاركة، بالإضافة لتحديد زمن العروض فوق الركح، حيث اقترحت اللجنة من 20 دقيقة إلى نصف ساعة، عكس السنة مدة العروض هذه السنة التي لم تتجاوز ال15 دقيقة، وكذا تشكيل لجنة فنية مكونة من مختصين في الكوريغرافيا والرقص المعاصر تسهر على اختيار عروض الدورة السادسة، ناهيك عن تنظيم مسابقة في المهرجان القادم يتم إثرها اختيار ثلاث فرق جزائرية بهدف تسجيل حضورها في فعاليات مهرجان الرقص المعاصر الدولية. كما تخلل الحفل الختامي تقديم ثلاثة عروض كوريغرافية صنعها شبان موهوبون في فن الرقص، من خلال الورشات التكوينية المتعددة الجنسيات التي انطلقت في ال10 الى 22 من الشهر الجاري بقصر الثقافة مفدي زكريا، تحت تأطير الكرواتي بابلو راشكو والجزائري نورالدين قدور والأمركي بول غوردن. حيث حمل العرض الأول الذي أطره بابلو راشكو عنوان ”الاتصال مع الأرض”، فيما عنون الثاني ب”أيضا موجود”، أشرف عليه بنجاح الجزائري نورالدين قدور، حيث عبرّ عن قدرة المواهب الجزائرية الشابة في مجالات عديدة عن صنع المستحيل وتجاوز كل العوائق، بعدما أمتع جمهور بشطارزي بعرض راق تحت وقع موسيقى غربية. بينما قدم الأمريكي بول غوردن من خلال مجموعته التي أطرها عرضا بعنوان ”إزدحام”، كشف خلاله المتكونون عن مدى براعتهم في التعبير بالجسد والحركات من خلال الرقص. أمّا مسك الختام فكان بنكهة أوكرانية، حيث أبهر البالي الأركرني ”أنيكو” الحاضرين بباقة من الرقصات الكوريغرافية الجميلة والمنوعة، سافرت بهم إلى زمن الحب الجميل الأرستقراطي من خلال ”وردة” عنوان استعراضه الأول، و ”السيدة الحزينة” التي جعلت الجمهور يقبع في صمت طويل مشاهدا ما يحدث من حوار بين الراقصين والراقصات، عبر إيماءات الجسد تحت وقع معزوفات موسيقية للملحن والمؤلف الموسيقي الإيطالي جيان بيرو ريفير، لتحكي وتصور قصة المشاعر الدفينة في الإنسان مثلها الحب والصداقة بين الأنثى والرجل الذي طالما يطاردها أينما حلت وتطارده أينما ولى وجهه. وتحت عرض وسمه ب”احتفالي”، راحت المشاعر تتأجج رقصة بعد رقصة، جسدها على الركح الراقصون بأثواب بيضاء كحمائم السلام وطيور المحبة، وقعوا خلالها رسالتهم عن هوى الحياة وما تشهده من مشاكل وعلى أنغام أنطونيو فيفالدي، فارقوا وفارقن بابتساماتهن جمهور بشطارزي.