بعد تأهل منتخبي قطر والسعودية إلى نهائي دورة الخليج لكرة القدم ”خليجي 22”، حرصت على العودة للمادة الجميلة التي قدمتها ”الشرق الأوسط” وهي توقعات الإعلاميين قبل مباراتي نصف النهائي والتي كانت بين قطر وعمان ثم السعودية والإمارات. كان عدد المشاركين في التوقعات كبيرا، وكان عدد من توقعوا وصول السعودية وعمان أكثر من عدد من توقعوا وصول منتخبين آخرين للنهائي، أي أن الإعلاميين بشكل عام توقعوا وصول فريقي السعودية وعمان وجاء في المركز الثاني بفارق كبير ترشيح فريقي السعودية وقطر. على ضوء ذلك فإن من رشحوا السعودية وعمان خسروا بنسبة 50 في المائة، لأن الفريق العماني لم يتأهل، ولم يكن مؤهلا في مباراة قطر تحديدا ويبدو أن الإرهاق قد أثر قليلا على الفريق العماني بعد أدائه التاريخي أمام الكويت فلم يقاتل ولم يظهر فنيا على نحو لافت أو جذاب بغض النظر عن الأخطاء الدفاعية القاتلة التي لم تكن تعني تفوقا هجوميا لقطر بقدر ما هي أخطاء فردية استغلت بسرعة من مهاجمي قطر. أما الفريق السعودي فقد تأهل بالفعل، كما توقع معظم الإعلاميين الذين راهنوا كما يبدو على أهمية الأرض ثم التفوق العناصري للسعودية. وجاء تأهل الفريق السعودي بعد أن شاهدنا أجمل شوط في ”خليجي 22” قدم خلاله فريقا السعودية والإمارات عرضا تنافسيا جذابا وعمرت كل دقائق الشوط بالكفاح والندية علاوة على 3 أهداف جميلة أجملها هدف ترجيح الكفة السعودية للخطير سالم الدوسري، الذي سجل في رأيي ثالث أجمل أهداف البطولة بعد هدفي نواف العابد في اليمن وعلي مبخوت في الكويت. ولا شك أن الفريق الإماراتي بطل الدورة السابقة يستحق التقدير والاحترام، فقد خرج مرفوع الرأس لأنه خسر عموري في الشوط الأول وتخلف بهدفين. فاجأ الجميع في الشوط الثاني بأداء فني جذاب تميز بروح قتالية وجهد كبير بلا كلل ولا ملل، وعشنا لحظات من الإثارة لا تنسى عندما سجل العملاق أحمد خليل التعادل للإمارات، بيد أن اليقظة السعودية أعادت الإماراتيين إلى نقطة البداية فجر سالم الدوسري قذيفته التي هزت المدرجات في ليلة كروية خليجية لا تنسى. ومن جديد يأتينا العلم اليقين، كرة القدم ليست مجرد تكتيك أو طريقة لعب، بدليل ما قاله النجم تيسير الجاسم: ”تراخينا في الشوط الثاني وكدنا ندفع الثمن”، وفي نفس الاتجاه قال مدرب الفريق السعودي لوبيز: ”في الشوط الثاني ارتخى اللاعبون قليلا”.. وهذان التصريحان دليل على أهمية الجانب النفسي. ولا أنسى أهمية الجانب الذهني حيث يشير لوبيز: ”حرصنا من البداية في التركيز على التنظيم الدفاعي ثم التركيز على الجانب الذهني”. أما فنيا فقد ضاعت فرصة قطر عن طريق إسماعيل مطر فرد الفريق السعودي بهدف قاتل كما يقول المدرب الإماراتي مهدي علي. كما يؤكد لوبيز أنه لا يزال يعاني دفاعيا خاصة في الكرات الثابتة. تأهلت السعودية بفضل تفوقها العناصري قبل كل شيء، هذا التفوق يميز السعودي مقارنة بمنافسه في النهائي وإن كان الفريق القطري أفضل تنظيما وأكثر تماسكا.