دفعت الأمطار المتساقطة خلال 48 ساعة الأخيرة إلى إحداث حالة طوارئ كبرى بين نزلاء القصدير وكذا قاطني عمارات الموت التي لا يمكن أن تصمد لشتاء ”اسود” خاصة بعد أن أجبرت السكان اللجوء إلى الشارع بدل الاحتماء بأسقف هشة في ظل تجميد عملية الترحيل باستكمال توزيع السكنات الشاغرة بالأحياء الثلاثة الجديدة التي لم يتم غلقها بعد بتأكيد من المشرفين على تسييرها مؤخرا. أدت الأمطار المتساقطة بالعاصمة إلى إجبار نزلاء القصدير وحتى أصحاب السكنات الهشة على التشرد بين الشوارع والأقارب خوفا من إمكانية فضيان الوديان االتي يقبعون بمحاذاتها خاصة وأن ولايات الجنوب لم تسلم من الفيضانات إلى جانب إنهيار أسطح عمارات ”الموت”. الشبح نفسه الذي لا يزال يلاحق حي القصبة العتيق إثر سقوط شرفات هشة ناهيك عن قاطني الأقبية. وعاش نزلاء القصدير ليلتين كاملتين تحت الضغط تخوفا من حدوث كوارث طبيعية نتيجة انزلاقات التربية خاصة بأعالي أحياء بوزريعة كحي بوسماحة وبوروبة ووادي أوشايح بباش جراح وغيرها من الأحياء التي تعيش العزلة بعد أن منعت مياه الأمطار الدخول والخروج على الأطفال المتمدرسين بها، ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي وكوابل الهاتف الثابت والأنترنيت مما دفع بسكان العاصمة البيضاء إلى عيش عزلة الأرياف. وتجبر الفوضى التي عاشتها العائلات القاطنة بالأحياء القصديرية وحتى البيوت الهشة إثر تهاطل الأمطار بغزارة لثلاثة أيام كاملة بضرورة تحرك مصالح زوخ ومباشرة عملية الترحيل بغلق الثلاثة أحياء الجديدة التي تم فتحها ببلديات الخرايسية والدويرة وبئر توتة والتي تستدعى ترحيل 1600 عائلة كاملة خاصة وأن الأوضاع لا تستدعى كل هذا التأخير الذي تنتهجه ذات المصالح بصفة كلية. وإذا عدنا إلى لجان الدوائر فقد أكدت هاته الأخيرة إرسال جل التقارير الخاصة بالتحقيقات الميدانية باستكمال إحصاء نزلاء القصدير عبر أقاليمها في حين يتساءل السكان عن سبب التأخير المقصود رغم أن اغلبهم مهددون بالموت تحت الإنقاذ،خاصة وآن الأمطار الأخيرة التي تهاطلت بكميات كبيرة دفعت بأغلبيتهم إلى المبيت بالشارع خوفا من انزلاقات التربة. وتسببت الاضطرابات الجوية حوادث سير مميتة، وتوقف وسيلة الترامواي بعد ثغرات مشروع القرن لعملية البناء الغير المدروسة بالرغم من ملايير الدينارات التي ضخّت لأجله.