دعت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط، في محاضرة قدمتها بالمركز الثقافي الإسلامي بجيجل، في إطار العدد الأول من الفوروم الثقافي الذي بادرت إلى تنظيمه مديرية الثقافة لولاية جيجل، إلى ضرورة إنشاء قناة تلفزيونية تهتم بتاريخ الوطن من الحقب الغابرة وتقديمه بطريقة علمية للجيل الجديد، الذي يجهل الكثير من المحطات التاريخية لبلاده. مشيرة بأن شباب اليوم لا يهتمون بالقراءة كالأجيال السابقة وأن الجميع أصبح يهتم بالماديات على حساب تغذية العقل، كما اقترحت المجاهدة ظريف في ردها على تساؤلات الجمهور من مختلف الفئات الذي حضر بقوة للتفاعل مع أحد رموز الثورة الجزائرية، بأنه لابد على وزارة التربية أن تدرج مادة التاريخ بالحجم الساعي الكافي عكس ما هو متعامل به اليوم، وكذا تقوية معامل هاته المادة في كل الأطوار لحث أبناء جيل الاستقلال على دراسة تاريخ بلادهم دراسة علمية نظرا لأهمية التاريخ في تكوين شخصية الشعوب وكذا كون التاريخ ذاكرة الأمم. وعن سؤال حول من يكتب تاريخ الثورة وعن التجاذبات والاتهامات والتقادفات بين المجاهدين في مذكراتهم، أوضحت زهرة ظريف بأن جيل الثورة لا يكتب التاريخ ولا يستطيع أن يؤرخ لحقبة من تاريخ الجزائر، إنما جيل الثورة بمختلف رموزه يقدم شهادات عن وقائع وأحداث وفقا لأماكن وتواريخ معينة، وقد يقدم مجاهدان شاركا في نفس المعركة أحداثا وشهادات مختلفة حسب رؤية كل واحد وحسب ما بقي في ذاكرة كل واحد منهما، مؤكدة بأنه على المؤرخين أن يضعوا هاته الشهادات الحية للمجاهدين في قالب علمي لكتابة تاريخ حقيقي للثورة الجزائرية الغنية بالأحداث والمفاجآت نظرا لعظمتها. وعن سؤال لأحد الحضور حول قيام البرلمان الفرنسي بتمجيد الاستعمار في حين البرلمان الجزائري لم يقدر على تجريم الاستعمار صراحة، فقد أشارت بأن الجزائريين يجرمون الاستعمار بطريقتهم الخاصة، كما أشادت بيطاط بمواقف لويزة حنون والتي تعتبرها المرأة السياسية الأكثر جرأة في الجزائر، كما تحدثت زهرة ظريف في محاضرة تحت عنوان “مذكرات مجاهدة في جيش التحرير الوطني” عن نضالها وكفاحها إبان ثورة التحرير منذ التحاقها بالثورة ويومياتها المليئة بالعذاب والتضحيات من أجل الحرية، التي قالت بشأنها بأنها تشبه بيتا من الزجاج الذي لابد أن نحرص عليه من الكسر، داعية كل أبناء الجزائر للتمسك برسالة الشهداء المقدسة والحفاظ على هذا الوطن من الاحتراق. كما نظمت المجاهدة بيعا بالإهداء لكتابها الخاص بمذكراتها ببهو المركز الثقافي الإسلامي، كما التقت المجاهدة بالأسرة الثورية بالولاية. وعن موقفها من نضال العربي بن مهيدي الذي لم يجاهد بالمسدس، قالت بأنها ومن خلال عملها تحت لوائه، رأت فيه كل مواصفات المسؤول السياسي من بعد النظر.. الحوار والذكاء وروح المسؤولية والتواضع والإخلاص والوطنية، وأنه كان يتقاسم معنا حتى أطباق الطعام ومحن معركة الجزائر، مفندة كل الانتقادات التي تروج حوله.