كرم، أمس، المتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية، المجاهدة زهرة ظريف بيطاط، عرفانا لنضالها وبطولاتها إبان الثورة التحريرية الكبرى، واحتفاء بكتابها «مذكرات مناضلة في جيش التحرير»، الذي تؤرخ فيه لمرحلة هامة من تاريخ الجزائر الثوري، وذكريات كفاح جمعتها مع شهداء ومجاهدين أبوا إلا أن يروا الجزائر حرة مستقلة. انطلق التكريم الذي حضرته وزيرة الثقافة خليدة تومي، وشخصيات نضالية، على وقع أنغام الزرنة وزغاريد النسوة، حيث كان بمقام المرأة المناضلة والمكافحة، التي جندت نفسها لتكريس مبدأ الوحدة والانتماء والاستقرار للجزائر. زهرة ظريف بيطاط أهدت للجزائر كتابا، هو بمثابة التكريم لهذا الوطن، وللقصبة على وجه الخصوص، كما أكده مدير منشورات الشهاب التي صدر عنها الكتاب، قائلا إن المذكرات هي رحلة سفر في أرجاء القصبة خلال سنوات الخمسينيات، كما أنها مكتوبة بحس أنثوي، أعادت الاعتبار لشخصيات لم يُكتب عنها من قبل، كما أنها حسبه تكريم لنساء غير معروفات، حيث غاصت الكاتبة في شخصية هؤلاء المناضلين والشهداء. ومن جهتها أكدت المناضلة زهرة ظريف بيطاط أن وزيرة الثقافة خليدة تومي شجعتها على كتابة المذكرات، حين كانت تقص عليها ما عايشته من أحداث خلال الثورة التحريرية الكبرى، مشيرة إلى أن الوزيرة منحت لها الشجاعة الكافية لتعود بذكرياتها إلى الماضي، وما كابدته إلى جانب إخوانها من معاناة ومآسي في عهد الاستعمار الفرنسي. كما أن السبب الذي جعلها تكتب مذكراتها تقول المناضلة هو رغبتها في أن تكون قريبة من الواقع، وتحكي للأجيال القادمة عن تاريخ الجزائر الثوري، ومقاومة آبائهم وأجدادهم، وأضافت أن رحيل صديقتها وأختها في النضال سامية لخضاري، جعلها تدون ما عاشته في تلك الحقبة، قبل أن ترحل بدورها، دون أن تقدم شيئا لجيل المستقبل. وأضافت أنها ترغب من خلال مذكراتها تسليط الضوء على التضحيات والمآسي التي جابهها الثوار لأجل استرجاع السيادة الوطنية، وبأن ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 اندلعت شرارتها نتيجة كفاح مستمر، لأجيال تعاقبت منذ أن وطأ الاستعمار الفرنسي أرض الجزائر في 1830، والتي قادها عظماء وأبناء الجزائر. ودعت زهرة ظريف في سياق حديثها أن يتفهم الجيل الجديد معركة الجزائر، مشيرة إلى أن الأخوة وروح التضامن التي كانت سائدة بين المجاهدين، سبب قوتهم وانتصارهم على العدو. وبالمقابل أثنت وزيرة الثقافة خليدة تومي على عضو مجلس الأمة زهرة ظريف بيطاط، مؤكدة على أنها امرأة صادقة ومتواضعة، وحديثها الدائم معها عن مشاركتها في الثورة التحريرية جعلها تطلب منها تدوينه في كتاب، وهو ما أثمر عن ميلاد «مذكرات مناضلة في جيش التحرير».