عرض، سهرة أمس أول، ضمن فعاليات الطبعة الخامسة لمهرجان الجزائر الدولي للسينما، الفيلم الموسوم ب”الأسطورة مانديلا وأنا”، وهو فيلم وثائقي للمخرج الجنوب إفريقي كالو ماتابان، يسلط الفيلم الضوء على رجل يعتبر رمزا للمساواة والحرية، أفنى حياته في النضال من أجل توحيد شعبه والقضاء على كل أشكال التمييز العنصري، تحول من سجين إلى رمز للسلام وسط عوالم استبدادية وأنظمة طاغية، قبل أن يرحل عن عمر ناهز 95 عاما. طرح الفيلم مجموعة كبيرة من الأسئلة عن فترة ما بعد مانديلا وجوانب أخرى تتعلق بنضال الرجل في سبيل تحقيق المساواة ببلد مثل جنوب إفريقيا، وركز على مسيرة مانديلا ومحاربته لنظام الفصل العنصري في بلاده، وكيف أصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، اختاره الشعب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق، حيث ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية وتعزيز المصالحة العرقية. يحتوي الفيلم على مجموعة من الشهادات لشخصيات سارت على نهج مانديلا، منها الكاتب النيجيري وول سوينكا الحائز على جائزة نوبل للآداب، إضافة للعديد من الناشطين ضد الفصل العنصري وحقوق الإنسان. وشارك في الفيلم كذلك شخصيات سياسية أجنبية مثل كولن باول وزير الخارجية الأمريكي سابقا، هنري كيسنجر وغيرهم، وكلهم أجمعوا على عظمة هذا الرجل ونضاله في سبيل المساواة والحرية. هذا الفيلم الوثائقي يختزن جوانب من الحياة الخاصة لمانديلا ويستعيد البعض مما حدث في جنوب إفريقيا زمن التفرقة العنصرية أو ما عرف بنظام الأبارتايد، حيث يضم الفيلم مجموعة من الذكريات التي يحملها المخرج عن هذا الرجل الأسطورة الذي تأثر به كثيرا، كما قدم ماتابان نظرته الخاصة لاختيارات هذا الزعيم التاريخي من خلال تطرقه إلى قيم التسامح والمصالحة والحرية. يظهر من خلال الفيلم أن المخرج يعتبر الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا أيقونة ورمزا للحرية رغم تحفظه على بعض النقائص التي شابت سياسة هذا الأخير الذي ينبذ العيش تحت نظام الميز العنصري، وأراد كالو تمرير رسالة لكل الشعوب التي عاشت الظلم والاضطهاد تتضمن دعوة لاستخلاص العبر من الدرس الذي عاشته جنوب إفريقيا.