يعاني سكان بلديات البوني، سيدي عمار، وعنابة وسط من الانقطاعات المتكررة والعشوائية لخطوط الهاتف، الظاهرة التي تبقى نقطة سوداء في سجل نشاط مصالح اتصالات الجزائربعنابة، التي تستفيق وتنام على وقع الفضائح والتغييرات المتكررة للمدراء المسيرين بها. تعج جميع المصالح الفرعية التابعة لاتصالات الجزائر يوميا بعدد كبير من المواطنين المطالبين بإعادة تشغيل خطوطهم الهاتفية عبر أحياء وسط مدينة عنابة، بلدية البوني، سيدي عمار وغيرها، ضمن طوابير انتظار يحمل أصحابها فواتير تسديد مستحقاتهم الشهرية، مع غياب خدمة الهاتف التي تبقى المعضلة التي تأبى أن تجد حلالها منذ عدة أشهر. هذا الوضع دفع المئات من الزبائن الى اللجوء إلى مديرية اتصالات الجزائر، حيث أصبح - حسبهم - لا يطاق ولا يمكن تحمله، فبمقابل تسديد المستحقات لا يمكن الاستفادة من أدنى مستوى من الخدمة نتيجة عدم استجابة مصالح اتصالات الجزائر لغالبية شكاوى الزبائن التي تراوح مكانها منذ أشهر وهو الواقع الذي يتكرر في أحياء غالبية بلديات الولاية. من جانب آخر تشكل فوضى الفواتير هي الأخرى إشكالية عويصة يعاني منها زبائن اتصالات الجزائر، حيث البعض منها يضخم أرقام الاستهلاك فيما، يتفاجأ البعض الآخر بتسديد فقط ثمن الاشتراك رغم حجم الاستهلاك الحقيقي، الأمر الذي يوحي أن مصالح الفوترة لا تعمل وفق المقاييس باحتساب الاستهلاك الحقيقي لكل زبون، بل تعمد في نهاية كل فترة على تحرير فواتير جزافية وعشوائية، وهو الأمر الذي تكرر بمصالح البوني وسيدي عمار على السواء. وفي هذا السياق تجدر الإشارة أن فرقة البحث و التحري كانت قد باشرت مطلع السنة الجارية تحريات و تحقيقات أسفرت عن وجود مخالفات بالجملة تخص عمليات تحصيل مستحقات الزبائن الخاصة بالاشتراكات الشهرية والسنوية للهاتف والأنترنت على السواء، وذلك منذ 2004 إلى2012. وفي نفس السياق حلت لجنة متكونة من 14 مدققا ماليا من العاصمة بالمديرية الجهوية التجارية لاتصالات الجزائرلعنابة، شهر أكتوبر المنصرم، من أجل التحقيق في ملف الفواتير بالقسم المكلف بالمسائل التجارية، بناء على ألاف الشكاوى المتعلق بتسديد فواتير هاتفية وعدم إعادة تشغيل الخط الهاتفي، جراء الإحجام عن إرسال هذه الفواتير في وقتها، ليتم التوصل لوجود فواتير جديدة تحمل أرقام الديون السابقة. وتجدر الإشارة أن إخطار المديرية العامة بتلاعبات وسوء التسيير المالي بالمديرية الفرعية لاتصالات الجزائربعنابة جاء بناء على بلاغات من الزبائن الذين سئموا حالة الفوضى التي تعم مصالح هذه المؤسسة، خصوصا بعد اكتشاف عمال و موظفين سرقة كميات هامة من الكوابل الهاتفية بمراكز الصيانة الذي يتوفر على طاقم حراسة لا يستهان به، ما يطرح عدة تساؤلات حول ما يدور في أروقة مصالح اتصالات الجزائرلعنابة التي يتأزم الوضع التسييري بها يوما بعد يوم خصوصا عقب استقالات مدراء مسيرين وإنهاء مهام البعض الآخر منهم.