قررت تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي مقاطعة الجولة الثانية من الحوار الخاصة بندوة الإجماع الوطني التي يقودها حزب جبهة القوى الاشتراكية. وقالت مصادر ”الفجر” إن هذا القرار تم اتخاذه بالإجماع. ونفت أن يتكرر السيناريو الذي وقع في الجولة الأولى من الحوار، عندما انفرد عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، باستقبال محمد نبو السكرتير الأول للأفافاس. أضافت ذات المصادر أن تنسيقية الانتقال الديمقراطي اتخدت قرارا رسميا لمقاطعة الجولة الثانية من الحوار لندوة الإجماع الوطني، وهي تحضر طريقة لمواجهتها والتصدي لها، من خلال تكثيف العمل الميداني وشرح الخفايا التي تحملها مبادرة الأفافاس، قناعة من التنسيقية بأنها ”ضربة من السلطة بيد الأفافاس لمبادرات المعارضة الفعلية ومحاولة إفشالها ميدانيا بعد التكتل والنجاح الذي حققته التنسيقية في المجال السياسي منذ تأسيسها، والحراك الذي قامت به خلال الانتخابات الرئاسية الماضية وجميع المراحل التي تلت ذلك الاستحقاق”. وأوضحت المصادر ذاتها أن رفض أحزاب تنسيقية الانتقال الديمقراطي لمبادرة الأفافاس، يهدف إلى عزل الأفافاس سياسيا، بعدما اختار الخروج عن صف المعارضة من خلال الأجندة الأخيرة التي يقوم بتنفيذها باسم السلطة. واستبعد المتحدث أن تكون هناك أي خطوات معزولة من قادة التنسيقية في التعامل مع الجولة الثانية من حوار مبادرة الإجماع الوطني التي أطلقها الأفافاس، على غرار ما قام به رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، ”لأن القادة التزموا بالقرار الموحد”. وتوقع المتحدث أن تكون الجولة الثانية من الحوار فاشلة كسابقتها التي كانت فاترة ولم تلق التجاوب والمساندة من غالبية الأحزاب المعارضة، وكل التزكية التي تحصلت عليها يقول مصدرنا كانت من قبل أحزاب السلطة، وهو ما سيتكرر حسبه في الجولة الثانية. وفيما يتصل بالتنسيقية، قال المصدر إن قادتها سيقومون باجتماع نهاية الأسبوع، للمصادقة على النظام الداخلي للتنسيقية والبرنامج، وسيشرعون بعدها في متابعة النشاطات الميدانية التي أطلقوها، ومواجهة المبادرات السياسية الأخرى التي يراد من خلالها سد الفراغ أكثر من طرح برامج تغيير حقيقية تخرج الجزائر من الأزمة التي تعيشها.