فشلت مشاريع ”الجزائر البيضاء” بولاية عنابة في تحقيق أهدافها المتمثلة في تحسين المحيط بالمناطق العمرانية، خلق المساحات الخضراء وتخليص المناطق السكنية والحضرية من القمامة المنزلية والحفاظ على البيئة، إلا أن كل هذه الأهداف لم تتحقق عبر تراب العديد من بلديات الولاية. على الرغم من تخصيص مبلغ مالي يقدر ب 83 مليون سنتيم لكل فريق متشكل من 7 أشخاص، يقودهم فرد منهم يعمل على ضمان التأمين للعمال، والراتب الشهري المقدر ب 18 ألف دج لكل بطال، إلى جانب تسخير جميع وسائل العمل والنشاط، إلا أنه لم يسجل أي تغيير على الوضع البيئي للولاية المتواجد في حالة متدهورة للغاية، خصوصا عبر وسط مدينة عنابة. حيث مازالت المدينة تعاني من الانتشار الكبير لمياه الصرف، وتواجد الوديان التي تخترقها في وضعية كارثية نتيجة ارتفاع الحشائش التي أصبحت عشا مناسبا للأفاعي والفئران على السواء، ناهيك عن الحالة المأساوية التي تتواجد بها معظم مقابر الولاية نتيجة الانعدام التام للتهيئة، التي تتحمل فرق البطالين الممولة من مديرية التنمية الاجتماعية مهام الاعتناء بها. من جانبها، أكدت العديد من الجهات المسؤولة على تسيير المشروع، أن مليارات الدينارات التي تقدم لفرق من الشباب البطال، تذهب هباء منثورا بسبب عدم التزام أكثر من 50 بالمائة من الشباب الممول بمهامه، المتمثلة في التطهير البيئي بمختلف أنواعه وتهيئة المحيطات الخضراء، حيث بقيت وضعية العديد من المناطق المسطرة ضمن برنامج ”الجزائر البيضاء” على حالها منذ بعث هذا الأخير، مع العلم أنه يتم الإفراج عن أغلفة مالية لمجموعات من الشباب البطال الذين يتسلمون المستحقات دون مباشرة الأعمال المنوطة بهم. ويعزى الفشل الذريع الذي مني به مشروع ”الجزائر البيضاء” في عنابة، للغياب الفادح للرقابة الذي سهل مثل هذه التجاوزات الخطيرة، حيث لم يتم التفكير في تسطير متابعة فعالة لعمل الفرق، التي يبقى همها الوحيد وضع اليد على التمويل المالي ل3 أشهر، دون تقديم أي مردود كان سيغير فعليا وضع ولاية عنابة المصنفة على رأس قائمة الولايات الأكثر تلوثا عبر الوطن. كما أن الإمكانيات يبقى مشكل انعدام الحاويات وشاحنات نقل القمامة أكبر عائق يواجهه العديد من الشباب البطال المستفيد من مشروع ”الجزائر البيضاء” بعنابة لا يمكن تجاوزه إلا عن طريق التعاون مع مصالح البلديات، التي تبقى شريكا هاما وللأسف غائبة عن الساحة منذ سنوات، ما ساهم في تبذير أموال عمومية دون فائدة ترجى.