فتحت أول أمس مصالح أمن عنابة تحقيقا معمقا في ملف مشروع الجزائر البيضاء، الذي استفاد منه البطالون خلال السنة الجارية. جاء تحرك مصالح الأمن على خلفية التقارير السوداء التي رفعتها بعض الجمعيات، والتي تفيد بتورط أغلب المستفيدين من هذه المشاريع بمختلف بلديات الولاية في التلاعب بعدة مشاريع بالجزائر البيضاء وذلك من خلال إسقاط عدة نشاطات متعلقة بتنظيف الأحياء السكنية ورفع القمامة وجهر قنوات الصرف الصحي ومجاري مياه الأمطار وغيرها من النشاطات الأخرى رغم أن أصحاب مشاريع الجزائر البيضاء قد استفادوا من غلاف مالي معتبر كقيمة أولية تفوق 70 مليون سنتيم لمدة ثلاث أشهر، إلا أن تواطؤ بعض المنتخبين مع أصحاب هذه المشاريع ساهم في تدهور الإطار البيئي بالتجمعات السكنية الجديدة الموزعة على مستوى بلديات الولاية، منها البوني والحجار وسيدي عمار وعنابة وسط عمليات التهيئة وتعزيز نشاط التنمية الجوارية. وفي سياق متصل أكدت مصالح مديرية النشاط الاجتماعي أنها ستشرع في تطهير القوائم الخاصة بالمستفيدين من مشاريع الجزائر البيضاء، بعد أن قدمت لهم إعذارات لتقاعسهم في عدم الالتزام بالاتفاقية المبرمة بين مصالح مديرية البيئة ورؤساء مختلف القطاعات الأخرى، بعد أن تم إقصاء عدد من العمال المؤقتين بعد إقدام صاحب المشروع على تخفيض عدد العمال من 7 إلى 4 أو أقل بغرض الربح السريع، وهي القضية التي طفت إلى السطح مع المطالبة بفتح تحقيق في مثل هذه التجاوزات الخطيرة. وعلى صعيد آخر طالب والي عنابة، محمد منيب صنديد، بتنصيب لجان خاصة لمتابعة نشاط مشاريع الجزائر البيضاء التي يستفيد منها الشباب البطال، إلى جانب تقديم كل التسهيلات لعمال الورشات المفتوحة المتخصصة في عملية التنظيف وحماية البيئة والمحيط. كما دعا الوالي المنتخبين إلى ضرورة المتابعة الميدانية للمشاريع وإسنادها إلى مسيرين مؤهلين، قصد تحقيق الأهداف المرجوة منها، خاصة تلك المتعلقة بمشاريع التنمية ببلديات الولاية والمتمثلة بعمليات التهيئة وتطهير البالوعات وتنظيف المحيط وتشجير الغابات والحدائق العمومية والمقابر.