تتضارب المواقف بشأن التدخل الفرنسي المحتمل وتوقيته في ليبيا، ففيما استبعد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تدخلا فرنسيا فوريا، يتساءل مراقبون حول تاريخ التدخل الذي يرونه قريبا في غضون ثلاثة اشهر، رغم معارضة كبيرة من الجزائر. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في تصريح أمس، لإذاعة ”فرانس إنتر”، ”استبعد تدخلا عسكريا فرنسيا في ليبيا”، وإنه ”يتعين أولا على الأسرة الدولية تحمل مسؤولياتها والسعي لإطلاق حوار سياسي لا يزال غير قائم، وثانيا إعادة النظام”، وردا على إمكانية أن تشارك فرنسا في تدخل محتمل للأمم المتحدة، أوضح أن مثل هذا المنحى ليس مطروحا في الوقت الحالي، مضيفا أنه ”إذا كان هناك تفويض واضح وتنظيم واضح ومحدد، بالإضافة إلى توفر الشروط السياسية، فإن فرنسا يمكن أن تشارك، لكن الأمور لا تسير في هذا الاتجاه”. وكانت دول عدة من المنطقة، خصوصا تشادوالنيجر، اعتبرت مؤخرا أن تدخلا عسكريا دوليا ”لا بد منه” في ليبيا التي تشهد أعمال عنف، ويمكن أن تغرق في الفوضى، بالرغم من أن الجزائر تلقت من رئيس تشاد، الذي زارها الأسبوع المنصرم، موقفا مضادا للهجوم العسكري في ليبيا. وتتحدث مصادر دبلوماسية مصرية في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام محلية، أن السؤال في باريس لم يعد: هل ستتدخل فرنسا عسكريا في ليبيا؟ بل متى ستتدخل؟ وأضافت أنه ”الرهان على أن هذا التدخل سيحصل قبل 3 أشهر”، وفق ما نقلت ”الشرق الأوسط ” السعودية. واستنادا إلى تصريحات سابقة لوزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان، التي أطلقها أثناء جولته الأخيرة في بلدان الساحل، فإنه لا مجالا كبيرا للشك، ففي رأيه أن الجنوب الليبي ”تحول إلى قاعدة للمنظمات الإرهابية، حيث تتمون بالسلاح والذخائر والحاجيات الأخرى، كما تعيد تنظيم صفوفها، وأن ليبيا هي بوابة الصحراء وبوابة أوروبا عبر المتوسط”. أما صحيفة ”لوباريزيان” الفرنسية، فاعتبرت أمس، أن زيارة لودريان، إلى قاعدة ”ماداما” العسكرية، في أقصى شمال النيجر على الحدود مع ليبيا، استعدادات فرنسية لتوجيه ضربة خاطفة للمسلحين في جنوب ليبيا. وتعتزم الجزائر والسودان إطلاق مبادرتين منفصلتين للحوار الليبي، لكن هذه الجهود لم تر النور، بالرغم من الإعلان عنها منذ أكثر من شهرين.