توفيت الفنانة الجزائرية فتيحة بربار مساء أمس أول، في العاصمة الفرنسية باريس إثر سكتة قلبية، عن عمر ناهز 70 سنة، وذلك بعد مشوار حافل بالأعمال الفنية التي شكلت علامة بارزة في السينما والمسرح الجزائري الذي كان انطلاقتها منه، وتعد الفقيدة إحدى نجمات زمن الفن الجزائري الجميل، حيث قدمت للسينما وللمسرح باقة من الأعمال السينمائية والفنية التي ستبقى خالدة في الذاكرة الفنية الجزائرية، وحسب مصدر مقرب من عائلة الفقيدة سيصل جثمان الفقيدة إلى مطار هواري بومدين الدولي مساء يوم غد الاثنين في حدود الساعة السادسة، وسيشيع جثمان الفقيدة ظهر يوم الثلاثاء بمقبرة بئر توتة بالعاصمة. ولدت الممثلة فتيحة بربار عام 1945 في حي القصبة بالعاصمة، وبدأت مشوارها الفني كمغنية قبل أن يكتشفها ”محيي الدين بشطارزي” أيضاً ويدخلها المسرح، لكن السينما خطفتها فشاركت في أعمال مميزة كثيرة لتنال بها شهرة واسعة، كما شكلت مع الممثل ”رويشد” ثنائياً مبدعاً ولاسيما في الأدوار الكوميدية ، من أفلامها: ”عايش ب 12”، وفيلم ”عايلة كي الناس”، ويعتبر هذان الفيلمان من أشهر كلاسيكيات السينما الجزائرية. وتقمصت الراحلة، الأدوار الجدية، من خلال مختلف الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي أثرت بها الساحة الفنية الوطنيةّ، منذ بداية مشوارها الفني سنة 1959، حيث كان الجزائريون يعيشون تحت وطأة الاستعمار الفرنسي الغاشم، وبالرغم من ذلك؛ إلا أن الأمر لم يحد من عزيمتها في خوض المغامرة رغم المعارضة الشديدة التي لقيتها من عائلتها في ذلك الوقت، حيث كان المجتمع ينظر إلى التمثيل على أنه انحراف ليس أكثر، وقد التحقت بالمعهد البلدي لتدرس فن المسرح، بعد أن غادرت مقاعد الدراسة، وكانت في ذلك الوقت تدرس على غرار بقية الجزائريين في المدارس الفرنسية، حيث كانت بدايتها لأول مرة في حقل الفن مع الغناء”، أين غنت مع فضيلة دزيرية -رحمها الله -، غير أنها حسمت أمرها وتراجعت وحسمت الأمر بممارسة التمثيل رغم كل الصعاب التي اعترضت طريقها، خاصة أنها من أسرة محافظة عارضت بشدة فكرة دخولها إلى الوسط الفني من الأساس”. كما وقفت مع عمالقة التمثيل في بلادنا من الذين غادروا الحياة، والذين مازالوا على قيد الحياة من أمثال المرحوم رويشد، مصطفى كاتب، علي عبدون، يحيى بن مبروك، العربي زكال، الفنانة وهيبة وغيرهم من الذين تكن لهم كل الحب والاحترام والتقدير، ومثلت الجزائرية فتيحة بربار في عدة أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية، كما كونت ثنائيا ناجحا مع الممثل الراحل رويشد من خلال فيلمي “البوابون” و”حسان الطاكسي”.