غيّب الموت مساء أول أمس الفنانة الجزائرية فتيحة بربار،في باريس إثر سكتة قلبية،عن عمر ناهز 76 سنة،بعد مسيرة حافلة بالإبداع الفني الذي شكل علامة فارقة في السينما والمسرح الجزائري. وكانت الممثلة الراحلة فتيحة بربار في باريس لزيارة بناتها عندما وافتها المنية،ورغم بعض المشاكل الصحية الراجعة لعوامل السن لم تتوقف المرحومة عن الإبداع حيث ظهرت في الفترة الأخيرة وهي تشارك في أعمال تلفزيونية منها فيلم "الهجرة " لياسين بوجملين وأعمال أخرى مع الفنانة صونيا ومصطفى عياد في رمضان المنصرم. ولدت الفنانة القديرة فتيحة بربار عام 1945 في حي القصبة بالجزائر العاصمة،بدأت مشوارها الفني كمغنية قبل أن يكتشفها "محيي الدين بشطارزي"ويدخلها المسرح،لكن السينما خطفتها فشاركت في أعمال مميزة كثيرة لتنال بها شهرة واسعة.كما شكلت مع الممثل "رويشد" ثنائيا متميزا،خصوصا في الأدوار الكوميدية،ومن بين الأفلام التي مثلت فيها نذكر على سبيل المثال لا الحصر،"عايش ب 12" عام 1976،"عايلة كي الناس" 1990 مع الفنان القدير عثمان عريوات.وتقمصت الراحلة في معظمها أدوارا رئيسية وجريئة من خلال الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي أثرت بها الساحة الفنية الوطنية،منذ بداية مشوارها الفني سنة 1959،حيث كان الجزائريون يعيشون تحت وطأة الاستدمار الفرنسي البائد،وبالرغم من ذلك إلا أن الأمر لم يحد من عزيمتها في خوض المغامرة رغم المعارضة الشديدة التي لقيتها من عائلتها في ذلك الوقت،حيث كان المجتمع ينظر إلى التمثيل على أنه انحراف. التحقت المرحومة فتيحة بربار بالمعهد البلدي لتدرس فن المسرح،بعد أن غادرت مقاعد الدراسة،وكانت في ذلك الوقت تدرس على غرار بقية الجزائريين في المدارس الفرنسية،حيث كانت بدايتها في حقل الفن مع الغناء"،إذ غنت مع الراحلة فضيلة دزيرية،غير أنها حسمت أمرها واختارت ممارسة التمثيل رغم كل الصعاب التي اعترضتها،لاسيما وأنها نشات في عائلة محافظة عارضت فكرة دخولها إلى الوسط الفني من الأساس. مجاهدة في صمت كانت الفنانة على غرار بقية الجزائريين وقتذاك،تحرص على محاربة الاستدمار الفرنسي،وعملت على توفير الدواء للمجاهدين،الذي كانت تجمعه من منازل المواطنين،وتسلمه لامرأة أخرى وهي تتكفل بنقله لهم إلى الجبال". قصة السيدة فتيحة بربار مع الفن بدأت منذ نعومة أظافرها،حيث عانقت مسرح محيي الدين بشطارزي،وعمرها لم يتجازو ال14،ورغم أن الجزائر كانت في ذلك الوقت تعيش تحت وطأة الاستدمار الفرنسي، حيث عانت وعلى غرار بقية شرائح المجتمع ويلاته الجهنمية،إلا أن ذلك لم يمنعها من الكفاح من أجل إشباع طموحها الفني،حيث مثلت في أول الأعمال المسرحية التي شاركت فيها إلى جانب سيدة المسرح الجزائري الراحلة السيدة كلثوم ونورية وغيرهن ممن صنعن مجد التمثيل في بلادنا. كما مثلت مع العديد من العمالقة في بلادنا سواء الذين فارقوا الحياة، أوالذين مازالوا على قيد الحياة من أمثال المرحوم رويشد،مصطفى كاتب،علي عبدون،يحيى بن مبروك،العربي زكال،الفنانة وهيبة. ومثلت المرحومة في عدة أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية،على غرار "البوابون"،"حسان الطاكسي"، "عايلة كي الناس" واشتهرت في التلفزيون الجزائري عبر مسلسلات رمضانية "الغزالة والمصير والبذرة 1 و2 .