احتضن المركز الثقافي عزالدين مجوبي، لقاءا أدبيا من تنظيم الجمعية الثقافية ”نوافذ ثقافية” أول أمس، تمثل في قراءة نقدية لرواية ”رنيم” للروائية ليلى بيران، الصادرة عن دار فيروز المصرية، من قبل الأستاذ الجامع، الناقد والإعلامي عبد الغني بلقيروس، وكذا الأستاذ والشاعر عبد الرحمن عزوق. واستهل الأستاذ الجامعي الناقد والإعلامي، عبد الغني بلقيروس، قراءته للرواية بالتأكيد على أن الساحة الأدبية شهدت في بلادنا مؤخرا موجة إبداعية في السرد على وجه الخصوص تنزع إلى التفاعل بشكل أكثر حميمية مع ”التاريخ”، والتاريخ الحديث والمعاصر على وجه التخصيص، مضيفا أن ذلك تم بالتوازي مع الرواج الواضح الذي تلقاه الرواية التاريخية، مضيفا أن ذلك ينبئ بتحوّل وشيك يكاد يكون سريعا في أنساق الإبداع بشكل عام، وهو ميل يتسع باستمرار مع الزمن، ومن المرَجح أن يتحول إلى ظاهرة أدبية يلزمها غير قليل من الاستعداد النقدي والجرأة في المعالجة. وأشار المتحدث أن بعد محاولتها الأولى في ”ميساج إلى صديقي” ثم مجموعتها القصصية ”معادلة الحياة”، الصادرين عن دار الفارابي ببيروت، ها هي تفاجئ الجميع بنص روائي جديد أكثر نضجا في شكله ومحتواه عن دار الفيروز بالقاهرة، حمل عنوان ”رنيم” يحوي ستة فصول يربطها تسلسل زمكاني منطقي مع استعمال متقن لتقنية (الفلاش باك). وأفاد عبد الغني بلقيروس أن تركيبة البنية الروائية عند ليلى بيران تخضع، كما هو واضح في ”رنيم”، لمقاربة تاريخية ومقارنات متماثلة في وضعيتين بين موقف وموقف ولقطة وشبيهتها، ما خلق حالة متماسكة من الحبكة القصصية. ومن جهته اعتبر الأستاذ والشاعر عبد الرحمن عزوق، أن جودة الرواية تكمن في فكرتها وأجوائها واستخدام الكاتبة لعناصر البناء الفكري المختلفة في عملها الإبداعي، مضيفا أن الجديد الذي يمكن أن يجده القارئ بسهولة في رواية ”رنيم” للكاتبة ليلى بيران على مستوى الموضوع وتطور الأحداث ونهاية حبكتها هو ابتعادها عن نهاية بعض الأفلام المصرية. وتدور الرواية حول أحداث جلّها واقعية، مسكونة برجال ونساء مظلومين حتّى من أبناء الوطن الواحد كي لا نقول من الزمن. حاولت بيران أن تتحدَّث عن وطنها وشعبها من خلال عائلة جزائرية عاشت الثورة، وهي عائلة سي بلقاسم المجاهد؛ تلك العائلة المعذَّبة والمظلومة، التي تقتات من الحبّ والغضب والهدوء والحكمة، الشعر والبطولة، وتحيط به صنوف الخيانة والعذاب. من شخوص العمل الزوجان المتحابّان بشكل هادئ، اللذان فرَّقت بينهما الثورة ليجمعهما الاستقلال، وكذا شخصية الجَدّة وشخصيات عدّة أخرى، كل شخصية في تلك الرواية تشبه فرداً ما من الشعب الجزائري في تلك الحقبة، إن كان وقتها مناضلاً أو ضحية أو خائناً.