صوّرت الكاتبة ليلى بيران في روايتها الجديدة "رنيم" المعاناة التي تعرّض لها الجزائريون خلال ثورة التحرير، من منظار عائلة جزائرية عاشتها بكل تفاصيلها. وتغوص رواية "رنيم"، في أدق التفاصيل ليوميات الجزائريين المظلومين خلال الحقبة الاستعمارية، وهي تشبه إلى حد كبير السيرة الذاتية، بالإضافة إلى أنها مستوحاة من أحداث واقعية. وفي حديثها ل "الجزائر الجديدة"، قالت الكاتبة ليلى بيران أنها كتبت مؤلفها في سياق روائي حر، مضيفة أن سبب استعمالها لأبيات شعرية من توقيع الشاعر التونسي ماهر بن علي هو أن زوجة المجاهد الذي في الرواية كانت تقول الشعر مثل والدها، بالإضافة إلى أنها أحبت الأبيات كثيرا. وأوضحت بيران، أن "رنيم" ما هي إلا وصف لهمجية فرنسا التي حرمت الجزائر من كل حقوقها وعملت جاهدة على طمس هوّيّتها، فمنعتها من العلم ونشرت الأمية مثلما ينتشر اللهب، ونهبت أراضيها وخيراتها، دون أن ننسى المجازر والمكائد والفتن التي كانت تزرعها بين أفراد الشعب. وقالت صاحبة "رنيم"، أن أبطال روايتها تعرضوا لكل أنواع الظلم والعذاب ومن حولهم الخيانة والعذاب، رغم قلوبهم المليئة بالغضب والحب كذلك. وتابعت الكاتبة بأنها لم تذكر الاسم العائلي للمجاهد أبو القاسم الذي تحكي الرواية قصته إلى جانب زوجته، ليعلم القارئ أن هذا المجاهد هو ككل مجاهد ضحى بكل شيء لأجل وطنه، وأن هذه العائلة هي ككل عائلة جزائرية تكبّدت ذلك الجحيم بغيابه، ف "رنيم" هو رنيم كل المجاهدين والأسر الجزائرية الثائرة ضد فرنسا بتلك السنوات ... "سنوات الجمر"، تعبّر بيران. واعتبرت الكاتبة، أن شخصيات روايتها جميعها رئيسية، ففي البداية كانت الأحداث تدور حول زوجين أحبا بعضهما ولكن فرّقت بينهما الثورة ليجمعهما الاستقلال، ثم شخصية الجدة وشخصيات أخرى، بالتالي فإن كل شخصية هي بطلة بتفاصيل قصتها. يذكر أن "رنيم" تصدر عن دار الفيروز المصرية، كما نشر للكاتبة ليلى بيران مجموعة قصصية السنة الماضية بدار الفارابي بلبنان وسلسلة للأطفال مع دار نشر جزائرية.زينب بن سعيد